استكمالا لسطور أمس.. مازالت مساحات التفاؤل كما هى لم ينقصها شىء، ولم تتأثر بالجموع السلفية التى احتشدت فى ميدان التحرير، وميدان القائد إبراهيم، أنا على عكسك ياصديقى.. لم تزعجنى أبدا الشعارات الإسلامية، لم أقلق من اللافتات التى تطالب بتطبيق الشريعة، أو تلك التى تؤكد على هوية مصر الإسلامية، لأن مصر كما أخبرتك من قبل لا تحتاج إلى مليونية للتأكيد على إسلامها، ولا تحتاج إلى حناجر صارخة للتأكيد على ثوريتها وليبراليتها، مصر التى فى كتب التاريخ، كانت كذلك بلا صراخ وبلا مليونيات، وأعصى من أن يختطفها أحد من جانب ليضمها إلى الآخر.
نعم رأيت فيما فعله السلفيون والإخوان فى الجمعة الماضى، نوعا من استعراض القوى والعضلات، ولكن أليس من حقهم أن يفعلوا ذلك فى تلك الفترة التى يعرض فيها كل تيار بضاعته فى أسواق السياسة، استعدادا لموعد قادم مع الصندوق الشفاف؟!، أليس من حقهم أن يرفعوا من الشعارات ما يعبر عنهم، وما يجعل صورتهم أوضح أمام الناس فى البيوت، لننهى بذلك عصراً من اللف والدوران واتفاقات الوحدة الكلامية والهلامية؟
القلق الحقيقى كان مصدره النخبة المثقفة، والأحزاب والقوى السياسية الأخرى التى لم تتحمل فكرة ما تم إثباته فى الجمعة الماضى بخصوص عدم قدرتهم مجتمعين على حشد وتعبئة 1 % مما نجح الإسلاميون فى حشده داخل الميادين المختلفة، القلق الحقيقى كان مصدره كل هذا التوتر الذى صدرته التيارات الليبرالية واليسارية وهى تحاول أن تلتف هاربة من دفع ضريبة الديمقراطية، التى تقول وتقر بحق كل تيار أن يمثل نفسه فى الشارع كما يريد.. طالما ابتعد عن العنف وخرق القوانين.
القلق الحقيقى ياسيدى ظهر مع خطوة الانسحاب الساذجة التى اتخذتها 34 حركة وحزباً سياسياً وائتلافات شباب الثورة فى منتصف اليوم، وهى خطوة يستحقون عليها محاكمة بتهمة الغباء السياسى، لأنهم ببساطة قدموا الميدان على طبق من فضة للتيارات الإسلامية، وأثبتوا للناس فى البيوت وللمجلس العسكرى وللعالم كلها أن انسحاب 34 حزبا وحركة كاملين، لم يؤثر على الحشد أو الأعداد فى الميدان، وأن تلك القوة المرعبة التى ظهرت فى الميدان، تخص وتعبر عن تيار واحد فقط.. هو التيار الإسلامى، حتى حينما انسحب الإسلاميون من الميدان، نزل الشباب العادى الذى أراد أن يرد على السلفيين بمدنية الدولة، وملأ الميدان بأعداد غفيرة.. ليؤكد مرة أخرى أن الأحزاب والحركات التى أعلنت انسحابها ليس لها أى تأثير يذكر.
الذين خافوا من الحشد السلفى فى ميدان التحرير، ألبسوا خوفهم ثوب الكلام عن مدنية الدولة، والحريات، وعلم السعودية الذى رفع هناك، ولكن خوفهم الحقيقى كان من الفضيحة.. فضيحة اكتشاف حجمهم الحقيقى فى الشارع، وفضيحة عدم استيعاب أو فهم الشعب المصرى، لأنهم لو فهموا لعرفوا أن حب المصريين للحياة بوسطيتها واعتدالها أقوى وأكبر من أن يتأثر بشعارات إسلامية حماسية، لو كانوا يفهمون لأدركوا على الفور أن مكانهم الطبيعى العودة إلى الشارع، ومزاحمة الإسلاميين فى حواريه وأركانه وأزقته، بدلا من الاستلقاء على «الكنبة» أمام الكاميرات للهتاف والتحذير وفرض الوصاية على عقول ناس، يظنون بها الجهل وقلة الوعى، بينما هى تملك قوة الصندوق الشفاف الذى تبقى به من تشاء من التيارات على الساحة، وتصل به حيث مقعد السلطة، وتقصى به من تشاء خارج المشهد تماماً.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
مقال فى منتهي الروعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed masry
تحياتي وتقديري لك
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed masry
تحياتي وتقديري لك
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed masry
تحياتي وتقديري لك
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed masry
تحياتي وتقديري لك
عدد الردود 0
بواسطة:
hany
غباء
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد
مشروع استثمارى
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام منصور
لا استعراض للقوه
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو سهيلة
نحتاج لأمثالك ليعم الإنصاف كل الصحف
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد
مشروع استثمارى