وليد طوغان

احترس .. مصر ترجع إلى الخلف!

الإثنين، 04 يوليو 2011 01:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حكومة شرف التى جاءت من التحرير، هى نفسها التى سقطت من التحرير، ومع حكومة شرف سقط البرادعى أيضا بعد أحداث البالون .

فالبرادعى، الذى يطرح نفسه بقوة لقيادة الدولة، هو الذى ساهم بعد أحداث البالون، من فيلا مكيفة على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى، فى الترويج إلى مزيد من التمادى فى كسر هيبة الدولة.

فبينما لازال عصام شرف على تصوراته بإمكانية إحياء دولة القانون بالطبطبة ، يتصور البرادعى أن إدارة الدولة ممكنة من خلال حسابه على موقع " تويتر " الإليكترونى ، فينخر فى عظام الدولة بضغط خفيف على "الكى بورد " ، ويزيد من صب مزيد من الزيت على النار .. إلكترونيا.

هاجم البرادعى تجاوزات الأمن ، بينما لم يلحظ نزوحا شديدا فى الشارع نحو العنف ، وكسر النظام .. والانفلات باسم الثورة . وشرف الذى دافع عن حق الدولة فى إعادة الأمن للشارع ، وحماية الممتلكات ، كان هو نفسه الذى أصدر الأوامر بسحب الشرطة من ميدان التحرير .. وترك الشارع للشارع .. فكانت حكومة " على ما تفرج " .

فشلت حكومة شرف فى تحقيق المعادلة الصعبة بين إقامة الحريات ، والنزوح للفوضى ، فى حين ظهر البرادعى هو الآخر نموذجا مشابها لحكومة شرف وسياسات حكومة شرف . فالرجل الذى يباشر السياسة من كمبيوتر حديث فى فيلا بالطريق الصحراوى ، لم يستطع حتى الآن تبين رغبة الكثيرين فى الانفلات بدعوى الحريات والشرعية الثورية .. أو ربما لا يريد الاعتراف بهذا.

الثورات تهدم ، بينما رغبات التغيير فى مراحل ما بعد الثورات هى التى تبنى . لكن سياسة حكومة شرف لا تبنى ، ولا تثمر ، ولا تثمن من جوع.

خطاب حكومة أصدرت أمرا بسحب الأمن من الشارع ، سدا لذريعة اتهام الشرطة بالعنف ، كان شبيها بما يبثه البرادعى من على " تويتر " ، بالتأكيد على ضرورة بناء دولة ما بعد مبارك اعتمادا على " سيادة القانون " ، بينما لم يكف المرشح الذى لم يعد محتملا عن كيل الاتهامات للحكومة التى من مفترض فى أجهزتها انتهاج ما تراه مناسبا .. مع الخارجين عن النظام العام.

دخلنا منذ فترة لمرحلة " طق الحنك" . الكل يتحدث من وسع ، بينما الشارع لايبشر وفق المعطيات الحالية بأى احتمالات لإقامة دولة .

فى الأسطورة اليونانية ، حكمت الآلهة على بروموثيوس أن يحمل صخرة كبيرة إلى أعلى الجبل ، سرعان ما تسقط من جديد فور وصوله إلى القمة ، ثم يكون على بروموثيوس حملها مجددا من السفح إلى القمة ، لتسقط ، فينزل لحملها إلى القمة من جديد .. إلى ما لا نهاية .
كانت حلقة مغلقة ، ودائرة مفرغة من العقاب ، فلا الصخرة استقرت فى مكان ، ولا استطاع بروموثيوس عصيان الآلهة بالتوقف عن عبث لا معنى له .

ليست هذه دعوى لتجاوزات السلطة ، ولا هى إجازة للشرطة فى التعامل بقسوة ، لكنها ملاحظة على ما تحتاجه البلاد من عودة هيبة الدولة ، وإقرار القانون .

دعوات البرادعى من فيلا مكيفة بضرورة عودة الأمن إلى الشارع ، تعارضت مع رغبته من نفس الفيلا فى غل يد الأمن عن حفظ الأمن فى الشارع .

فى تعليقاته على " تويتر " بعد أحداث البالون ، انتقد الرجل استخدام قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لإحباط محاولات بعضهم اقتحام مبنى وزارة الداخلية ، بينما تجاهل مدير وكالة الطاقة الدولية فكرة أن فشل الامن ، فى حفظ مقر الأمن .. فى دولة مطلوب فيها اعادة إحياء سيادة القانون ، لن يقيم القانون ، بقدر ما يعزز مزيدا من أعراف الشارع ، فيُترك الشارع للشارع كما فعلت حكومة شرف .

دخلنا ايضا مرحلة التفاصيل الكثيرة ، فأدمن بعضنا اللف والدوران ، بينما الحكومة عاجزة ، فى وقت يموج فيه الشارع بالتغيرات ، والانفلاتات .. وكثيرا من الآثام .

دخلنا فى معارك الانتخابات أم الدستور ، البرادعى أم العوا ، أبو اسماعيل أم أبو الفتوح ، بينما لم نتبين أنه لا أحد من هؤلاء يمكن يعوضنا عن الدولة ، ولا احد من هؤلاء يمكن ان يقود دولة بلا دولة ، ونظاما سياسيا بلا قانون .. ولا أمن . الدولة فى كتب السياسة هى الأرض والشعب والحكومة ، ثم القانون المنظم للعلاقات بين المجتمع والحكومة . الدولة هى القانون دون تجاوزات ، والقانون هو الدولة قبل العلاقة المتشابكة دائما بين الشعوب والحكومات .

السؤال.. كيف تصورت حكومة شرف أن تعيد القانون ، وهيبة الدولة تهدر فى الشارع ؟ وما هى تصورات البرادعى ، المرشح الذى لم يعد محتملا للرئاسة ، عن إعادة الأمن للشارع ، بينما هو نفسه يؤيد الاعتداء على أدوات سيادة الدولة فى الأزقة والحارات باسم الثورة؟
لماذا فشلت حكومة شرف ؟ الإجابة ، لانها وضعت الحنة على ايدى من ركبوا على يناير فاستباحوا النظام باسم يناير ، وأدخلونا مرحلة ما قبل السواد باسم يناير أيضا ، بينما من جهته يحيل عصام شرف الأخطاء على نظام مبارك ، فيما يكثر البرادعى ، بوصفه أحد المرشحين للرئاسة الحديث عن الفلول ، والأذناب ، وأتباع النظام السابق .. فسارت البلد وهى ترجع إلى الخلف .
احترس .. مصر ترجع إلى الخلف!






مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

mido

واحد بيتكلم بطريقه منطقيه

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

مقال هايل

عدد الردود 0

بواسطة:

سالم

مش مصدق

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

مقال جيد

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

هى ديه مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

salma

كلا م منطقى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة