حنان حجاج

دية "الشهداء"

الثلاثاء، 05 يوليو 2011 10:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التى ملأتها الشروخْ

كم تساوى دية الشهداء؟ وهل للشهداء أصلا دية؟.. هل هناك قاعدة شرعية تقول أن من يموت فى ساحة - الجهاد ضد حاكم فاسد - وهى أعلى درجات الشهادة، يمكن أن تكون له دية؟ وبالتبعية هل من يموت فى ساحة قتال، وتعترف به الدولة رسميا وعلى رأسها مرجعياتها الدينية (شيخ الأزهر والمفتى) شهيدا له دية شرعية تسقط حق دولته وذويه فى المطالبة بحقه القانونى، وحق الدم؟

تكلم الشيخ عبد الله الشحات وأفاض وأفتى ووضح عظيم الدور الذى يلعبه الإخوة السلفيون الآن لحل مشكلة الشهداء عبر التوسط بين ضباط الداخلية من قتلة الشهداء وبين أهل الشهداء من خلال الحل الشرعى لجريمة القتل، وهى دفع الدية لأهل القتيل، كان الحديث، وكانت الفتوى عن القتلى، ولكن لم يقل لنا فضيلة الشيخ شيئا عن الشهداء، ولا أعرف كيف مرت تلك النقطة على جميع الحاضرين لحلقة الأمس من برنامج آخر كلام، بما فيهم المذيع والصحفى القدير يسرى فودة، وأنا بدورى أسأل مرجعياتنا الدينية المعتدلة، كيف نظم الشرع دية الشهداء؟ وهل لهم أصلا دية؟ كم يساوى دم الشهيد وروح الشهيد وانتصار الشهيد؟ هل يقبل الله العادل الذى يضع شهداءه فى أعلى درجات الفردوس، أن يكون لهم ثمنا مهما غلى حتى لو كان ال 500 ألف جنيه، التى قدرها الشيوخ، قياسا على ثمن 100 ناقة)، من سيدفعها والشرع الذى يحمله الشيخ سيفا فى يده يلوح به لكل من يعترض يقر أن( يدفع الدية القاتل ومن حر ماله)؟.. هل سيدفعها ضباط الداخلية من جيوبهم الخاصة أم ستدفعها وزارة الداخلية من ميزانيتها التى تأخذها من جيوبنا، جيوب دافعى الضرائب ومنهم أهالى الشهداء؟.. هل يحق لهؤلاء القتلة أن نشترى لهم صكوك براءتهم متجاهلين تماما وضاربين بعرض الحائط القانون الذى ارتضيناه جميعا حاكما لنا؟!

فى حوار (مسجل) كنت قد أجريته مع أحد كبار رموز السلفية فى مصر فى لحظة صدق، قبل أن يدخل السلفيون لعبة السياسة والأحزاب، والتحالفات الكبرى، قال لى إن أكبر تيار تم اختراقه من أمن الدولة كان هو التيار السلفى، وأن هذا الاختراق تم خلال سنوات التسعينيات، وما بعدها، ونتج عنه خروج مجموعة من ألمع نجوم السلفية.

الان تذكرت هذا الكلام، الآن وأنا أرى كيف يدير بعض شيوخ السلفية ملف الشهداء تذكرته والدكتور عبد الله الشحات يتحدث بنبرة واثقة عن الفقراء من أهل الشهداء، وكيف أن الدية أفيد لهم وأذكى، تذكرته وهو يرتبك حين سأله يسرى فودة عن الشهادة الزور التى يجب أن يقدمها أهالى الشهداء عندما يقبلون الدية لكى يتم إغلاق القضية.

كال الشيخ بمكيال الشرع تارة وبمكيال الأمن تارة أخرى، فأفسد الطبخة التى أراد أن يطعمها لنا جميعا، ليملأ بطوننا، ونسكت عن دم الشهداء، يا حضرة الشيخ ملء البطون لا يطفئ نار الصدور، ومئات الألوف لا تروى عطش الدم، وأهالى الشهداء حتى الفقراء منهم ومن تم تضليلهم من البسطاء، لن يناموا على سرير مات صاحبه مقتولا غدرا متدثرين بأوراق النقد، حتى لو كان القاتل يحمل صك غفران أعطيته له.

والذى اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلنى بمشيئته
ليس أنبل منى.. ليقتلنى بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلنى باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة