مدحت قلادة

ميكافيلية الأحزاب المصرية

الثلاثاء، 05 يوليو 2011 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مقال سابق كتبت عن الإخوان المسلمين فى عدة نواحى، أهمها التلون السياسى وخيانة الثورة، ففى التلون : الجماعة منذ نشأتها وهى ادًّعت أنها جماعة دعوية لا تهدف للحكم، ولكن أثبت التاريخ عكس ذلك، فحسن البنا الذى كان رافضاً للديمقراطية رشح نفسه عام 1942 لمجلس النواب، فعقد صفقة التنازل عن الترشيح مع النحاس باشا، وتعاون الإخوان مع الإنجليز فى محاولة القضاء على عبد الناصر كما صرح الكاتب البريطانى مارك كورتيس فى صفحة الرأى بصحيفة الجارديان عن وجود علاقة بين الإخوان المسلمين للإطاحة بعبد الناصر وتعاونت الجماعة مع الأمريكان مع زيارة الكتاتنى للسفيرة الأمريكية ...علاوة على التعامل مع نظام مبارك الرئيس المخلوع أثناء انتخابات عام 2005 من فم المرشد السابق مهدى عاكف، حينما صرح أثناء زيارة مسئول كبير (واتفقنا على ترشيح عدد من النواب الإخوان بمجلس الشعب).

وفى خيانة الثورة كتبت عن الجماعة أنها منذ نشأتها يلعب الإخوان مع كل التيارات، فها هى عقدت صفقات مع النظام السابق، وها هى تغازل المجلس العسكرى مع التيارات الدينية الأخرى بعدم المشاركة فى مظاهرات يوم 27 مايو بشعارات غير صادقة، مما أدى إلى نفور القوى الوطنية وإظهارها على حقيقتها العارية ألا وهى مغازلة السلطة... علاوة على محاولتها السطو على الثورة من خلال حضور الشيخ القرضاوى ليؤم الأخوة المسلمين يوم جمعة النصر..

وأخيراً ظهرت الحقيقة الدامغة على لسان أحد شباب الإخوان إسلام لطفى قد قال فى لقائه مع المذيعة دينا عبد الرحمن فى برنامج صباح دريم (أنه كان هناك قرار من مكتب الإرشاد بالانسحاب من الميدان يوم 28 يناير من الساعة الخامسة حتى الساعة السابعة).

هذا جزء من مقالى عن الإخوان فتاريخ الإخوان تاريخ مدموغ بنظرية ميكافيلى الغاية تبرر الوسيلة، فحينما رفع الشعب شعار (الشعب مع النحاس) رفعوا الأخوان شعار (الله مع الملك)!! وهناك لقاءات واجتماعات مع السفارة الأمريكية كما أنه خرجت وثائق تؤكد مقابلة الإخوان مع السى آى إيه ودبر لهم الأخير فى نفس الوقت مقابلة مع الرئيس الأمريكى أوباما كما تجدهم يعقدون صفقات مع النظام والآن لا يوجد فصيل منظم فى الواقع السياسى المصرى غير الإخوان فمن الغريب أن تتنكر الأحزاب الليبرالية من تاريخها لترتمى فى حضن الإخوان، والأغرب أن حزب مثل حزب التجمع الذى يحوى عمالقة فى فضح الإخوان كجماعة انتهازية مثل حزب التجمع برموزه، مثل الدكتور رفعت السعيد والأستاذ حسين عبد الرازق ينضمون لوثيقة ائتلاف مع الإخوان.

وأما عن حزب الوفد فقد تنصل من تاريخه العريق ليصبح وكيلا لحزب الإخوان وفى اعتقادى الشخصى أن عملية طرد رموز الأقباط مثل منير فخرى عبد النور ومنى مكرم عبيد ورامى لكح... كانت سياسة ومنهج.

الشىء المؤسف أن سلوك تلك الأحزاب المتآلفة مع الإخوان المسلمين بمثابة خيانة للثورة البيضاء التى رفع فيها شباب مصر الرائع شعار(مدنية... مدنية) أثناء الثورة، نجد أن الكل يرتمى فى أحضان التيار الدينى لضرب ثورة الشباب متبعين أسلوب ميكافيلى فج. إن ائتلاف الأحزاب الدينية مع الأحزاب السياسية هى بكل المقاييس خسارة لمصر ولدماء شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الذكية لدولة مدنية فيها انتهازية الأحزاب تقود مصر لتكريس الدولة الدينية.
"إن قاع الجحيم محجوز لهؤلاء الصامتين وقت أن تتعرض القيم والمثل للخطر" دانتي






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة