.. الذى أوشك أن يكتمل بعد أن تجمعت كل القوى المعادية للديمقراطية فى جبهة واحدة متماسكة، مستخدمة آليات «الديمقراطية» ذاتها، بل الثورة العظيمة، مطية للانقضاض على الوطن، وتكبيله، والدفع به نحو أوهام الخلافة المزعومة.
كابوس الثورة الإيرانية العظيمة يوشك أن يتكرر عندما انقضت العمائم على كل رفاق الثورة الشعبية العظيمة التى هبّت للخلاص من الديكتاتورية الشاهنشاهية، فإذا بها تقع فريسة الديكتاتورية، تتوسل الدين لشطب أسماء المرشحين، وإنشاء طبقات من الأجهزة القمعية الكفيلة بإجهاض أى محاولة للممارسة الديمقراطية فى مهدها، حتى لو كان من يمارسها أعضاء النظام نفسه، فأصبحنا نرى مباراة فى التطرف والمغالاة، يفوز فيها الأكثر صلة بأجهزة البطش، وأصبحنا نواجه كل يوم استعراضاً لكل أنواع التعصب والعنصرية البغيضة، كابوس يبدو أننا نتجه نحوه دون مقاومة تذكر، رغم أننا نرى فى جوارنا دولة كبيرة وشقيقة هى السودان «توأم الروح والتاريخ»، لا يعبأ حكامها بانقسامها إلى دويلات للمرة الأولى فى تاريخها، لإصرار حكام الشمال على فرض أفكارهم المتخلفة على من لا يقبلها، وإن كان يقبل التعايش على أسس المواطنة الحرة التى لا يعرفها المتنطعون الذين يحلو لهم أن يبرروا كل الإجرام فى حق شعوبهم بالمؤامرات الاستعمارية والإمبريالية على المنطقة.
تآلف الآن أعداء الأمس المعادون للديمقراطية «بالتاريخ وما يتداولونه من أفكار حتى الآن» على فكرة واحدة، دعنا فى البداية نمتطى الوطن ثم نرى كيف نسوقه، ولا يهم كيف تتم عملية الركوب بالديمقراطية أو بغيرها «وهم ملوك التحالفات مع المنتصر والعسكر والأقليات»، المهم أن يحدث «التمكن»، وبعدها تطبق الديمقراطية على النمط السودانى أو الإيرانى أو الباكستانى «فقد بدأوا يعلنون كراهيتهم للنموذج التركى الرافض لتنطعهم وغبائهم السياسى»، إذ كيف يتفقون مع قيم تؤكد سلطة الشعب الواثق بنفسه وتاريخه وحضارته فى وضع القوانين التى تحكم علاقته بالدنيا من حوله؟ كيف تغلب المصلحة على النصوص «حتى لو قال ذلك كثير من فقهائهم»؟، كيف نستخدم عقولنا فى تأويل ما نقرأ، ولا نستسلم لمن فكروا قبلنا بقرون دون أن تشملهم عصمة أو قداسة؟ صدقونى ما يحدث الآن ليس سوى تحايل من كل القوى التى انتظرت انتصار الثورة، ثم هبت لقطف ثمارها، دماء الشهداء فتحت لهم الطريق وأزاحت من طريقهم «بعبع» السلطة التى أيدوا عدم الخروج عليها، ولكنهم عندما تأكدوا من خلو الساحة إلا منهم خرجوا كالخفافيش تقتات بدماء الثوار، وتنقلب على ما ثاروا من أجله.
ألم يكن أبناء الفيس بوك هم مجموعة من الشباب «السيس» كما اعتاد النظام أن يحقرهم، أبناء الطبقة الوسطى المصرية العظيمة التى نظمت نفسها، وانتفضت باحثة عن حقها فى الكرامة والحياة الحرة، وسط عالم يتقدم كل ثانية نحو المستقبل، فإذا بهم الآن يواجهون بقوى باطشة تجرهم نحو الخلف بقصد سيئ النية، أو بوهم حسن النية?
مازلت أستبعد شبهة التواطؤ عن المجلس العسكرى الحاكم، وسوف أتجاهل طريقة تشكيل لجنة الاستفتاء، وفرض شخص غريب «من السجن مباشرة إلى اللجنة» على أعمال تخص المجتمع كله، ولكنّ استدعاءنا للماضى القريب يجعلنى أطرح التساؤلات الآتية، وأطلب إجابة واضحة جلية:
> ما معنى الفوضى السائدة الآن فى وزارة الداخلية؟!..
> ما معنى الإصرار على الانتخابات الفردية رغم رفض كل القوى لها «ماعدا القوى المعادية للديمقراطية.
> هل يساهم المجلس العسكرى الحاكم فى تسليم مصر بعد ثورتها العظيمة لهذه العمائم؟ وهل يقبل ضميره الوطنى الناصع البياض هذه الكارثة التى لو ألمت بالوطن لما كان بعدها قيام ولا تقدم ولا ازدهار؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
gehanhany
مش فاهمة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي المنسي
سلبيات الرئيس مبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
د. تامر
Allergic Salafities
عدد الردود 0
بواسطة:
د/محمد عباس
بهدوء