عادت مصر إلى ميدان التحرير.. العود مختلف وأحمد هذه المرة، المطالب والأهداف متفق عليها.. كان الحال كذلك فى الميدان فى الفترة من 25 يناير وحتى ما بعد سقوط الرئيس المخلوع حسنى مبارك بقليل، وبدأ الوضع يختلف تدريجياً ويختل يوماً بعد الآخر حتى وصل إلى حد التنابذ بالانتماءات قبل جمعة "الإصرار" بأيام قليلة، وما جمعة الغضب الثانية عنا ببعيد.
استعادت مصر اليوم بعضاً من روحها التى ظهرت على حقيقتها وقت الثورة المباركة، وبدا أن هناك إدراكاً من الجميع على اختلاف الانتماءات والتوجهات، بأن هناك خطراً يوشك أن يغرق الكل، وأنه لن يفرق بين منتمٍ لهذا التوجه أو ذاك، وبدا أيضاً أن نخبتنا السياسية والفكرية بات مطلوباً منها أن تدرك أن التوافق فيما بين الجميع هو الحل للخروج من الوضع الراهن، إلى وضع قامت من أجله الثورة وضحى من أجله الآلاف بأرواحهم ودمائهم.
بات على مختلف القوى، انطلاقاً من جمعة الإصرار، وإذا كانت تريد أن تقدم نفسها على أنها ممثل للشعب المصرى، أن تتوافق فيما بينها على ترتيب الأولويات للمرحلة المقبلة والفاصلة فى تاريخ البلاد، والكل مطالب بالتنازل، لا فارق بين تيار يحظى بشعبية واسعة، وآخر فى طور بناء هذه الشعبية، وفى يقينى أن نخبتنا فى الأحزاب والقوى السياسية وعلى منصات الفكر لم تعِ بعد واحداً من أهم دروس ثورة يناير، وهو أنه إذا أراد الشعب يوماً حريته وحياته فلن تقف أمامه أعتى الأنظمة وأقوى الجيوش، ذلك أن تلك النخبة لطالما خرجت فى مظاهرات ونظمت مسيرات ووقفات وأصدرت بيانات طوال حكم الرئيس المخلوع، لكنها لم تحرك شعرة واحدة فى رأس نظامه البائد، وحين أراد الشعب المصرى حياته، وانحاز بحق إلى حريته، نزل إلى الشوارع والميادين، متحدياً سلطة كان يخشى حتى ذكرها بينه وبين نفسه بالسوء، واستطاع أن يزيح نظاماً غاشماً فى فترة ثمانية عشرة يوماً، فعل الشعب المصرى ذلك فى وقت كانت فيه أحزاب وقوى سياسية تراود نفسها بشأن المشاركة، وأخرى أعلنت بشكل صريح رفضها، وثالثة تعاملت كالموظفين فى الدواوين الحكومية وعقدت الاجتماعات لتبحث المشاركة من عدمها، ورابعة كانت فى مقاعد المتفرجين، وكان الشعب قد اختار حياته بدون اجتماعات، وانحاز للحرية من دون انتظار إذن من أحد.
أكد الشعب أنه المعلم، مثلما قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وشعب استطاع أن يزيح سلطة كانت قد أحاطت كل شئون حياته بمختلف الأغلال والقيود، يستطيع فى رأيى أن يزيح أيضاً قوى وأحزاباً لا يزال اسمها مكتوباً بالقلم الرصاص فى سجل حكام المستقبل، إذا ما رأى أن تفرقها سيهدر ثورته، وأن تشتتها وصراعاتها ستذهب بدماء شهدائه سدى.. على قوانا السياسية والفكرية أن تعى ذلك جيداً.. وإلا سيكون الدرس قاسياً.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد صبري
العود احمد
وحشتني مقالاتك
عدد الردود 0
بواسطة:
الشرقاوي
مقال جامع مانع
عدد الردود 0
بواسطة:
محسب محمد آدم
عزف على أوتار الألم
عدد الردود 0
بواسطة:
محسب محمد آدم
فليتجرعوا غصص الألم
عدد الردود 0
بواسطة:
محسب محمد آدم قنا نقادة
أوتار الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو أحمد وعز الدين
عظمة على عظمة