أسأل: لماذا أعلنت الحكومة عن حركة تطهير المؤسسات العامة، ثم توقفت عمليات التطهير بالسكتة الدماغية، دون إشارة أو اعتذار أو تبرير أو توضيح لموعد تنفيذ هذه الحركة، أو شكلها، أو جدولها الزمنى؟
كيف يمكن أن نعلن قرارا لم نستعد له بعد؟ ولماذا نعلن أصلا قرارات غير مدروسة ظنا منا أننا نعالج إحباط الشارع، فى حين أننا نسهم، بهذا التردد فى رفع مستوى الإحباط، ونشارك فى رفع معدلات انعدام الثقة بين السلطة والناس؟
لا ينبغى على الحكومة أن تعالج فقر الخيال الذى تعانى منه بهذه التصريحات المتعجلة، ولا ينبغى عليها أصلا أن تغازل الناس بالأحلام الكبيرة والوعود الساحرة، ثم ينتهى الأمر إلى اجتماعات ولجان، ثم لجان أخرى، ثم لجان تالية، ثم لا يقطف الناس أى ثمرة لهذه التصريحات.
أرجو من الدكتور عصام شرف ومن وزرائه أن يقدروا حجم المسؤولية فى تصريحاتهم للشارع، فلا يهرولون إلى مغازلة الجماهير بالباطل، فالجماهير لا تريد غزلا أو شعرا أو وعودا، الجماهير تريد فعلا على الأرض.
صوموا عن التصريحات، وأفطروا على العمل الحقيقى.