محفوظ عبدالرحمن

ورئيس آخر!

الخميس، 11 أغسطس 2011 04:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا طلبت منى أن أعرفك بالمواطن الصالح - ولا أظن أن أحداً سيطلب منى هذا - سأقدم لك الأستاذ (م...).

وأؤكد أنه كذلك لأنه يحب البلد بجد وأشهد أنه لم يمسه بسوء فى حياته، وأنا أعرفه منذ أن كنا فى المدرسة الابتدائية معا، وهو طبعاً صديق عزيز، لكن الأمانة تحتم علىّ أن أقول إنه شديد الإزعاج. وليس ذلك لأنه مواطن صالح أو ربما لأنه كذلك فهو يكلمنى كل يوم إما فى الصباح المبكر أو فى الليل المتأخر، ليسأل أسئلة مثل: هل تظن أن الإخوان سيحكمون مصر؟ ما رأيك فى مسلسل الشحرورة؟ هل تظن أن عبدالناصر مات مسموماً؟ من الذى أحرق مكتبة الإسكندرية؟ لماذا لم يُقدم مفيد شهاب إلى المحاكمة؟ هل تعرف أحداً يعلمنى التعامل مع النت؟ ما الذى فعله تامر حسنى فى التحرير؟ فى أى يوم تصدر مجلة آخر ساعة؟

وفى بعض الأحيان أصرخ فيه أننى لا أعرف أو أن الوقت غير مناسب، وعندما أتذكر أن علاقتى به تعود إلى أيام الطفولة ولم تنقطع أبداً أضغط على نفسى وأجيبه بقدر ما أستطيع.
وذات يوم رن التليفون فى وقت متأخر جداً قالت زوجتى بذعر «م....» أعددت نفسى لإلقاء محاضرة عليه فى اختيار الأوقات المناسبة، لذلك قلت له «آلو» بهدوء، لكنه صاح دون مقدمات: قررت أن أترشح للرئاسة! ولو كنت تعرف «م....» كما أعرفه لسألته مثلى: إيه رئاسة! فقال مؤنبا: رئاسة الجمهورية طبعاً!

ولأن صديقى مواطن صالح عرض عليه ذات مرة بعض زملائه أن يترشح لمجلس إدارة النقابة، لكنه رفض بشدة، وأظن أن هذه كانت المرة الوحيدة، التى تقبل فيها أحد فكرة أن يترشح أما مشاركته فى الانتخابات فكانت شيئاً آخر. فلقد كان أول من يحضر انتخابات النقابة ويؤدى واجبه بحماس. ألم أقل إنه مواطن صالح؟

عندما تصل عقارب الساعة إلى منتصف الليل تنتهى قدرتى على الحوار وصديقى كان يتكلم والساعة تقترب من الثانية صباحاً سألنى: ما رأيك؟ قلت له: كويس! قال فى حدة: يعنى إيه كويس؟ قلت: يعنى كويس!

لكن ليس «م....» الذى يستسلم فقال لى: أريد نصائحك فأنا لم أترشح للرئاسة من قبل! فقلت له: يا صديقى «م....»، وأنا أيضا لم أنصح مرشحا للرئاسة من قبل، ولأننى كنت أريد أن أنام اضطررت أن أتحدث إليه، قلت: نبدأ من زوجتك، وأنت تعرف أنك عندما تتحدث عن أحد زملائنا، الذين نجحوا أو فشلوا اسأل عن زواجه، ففى رأيى أن الزوجة تملك 99 فى المائة من ورق نجاح الزوج وفشله، الزوجة التى تسعى إلى السلطة لا تصلح. الزوجة التى يصبح لها جهاز تحكم به لا تصلح. زوجتك إذا رأت أن ابنك الصغير «ح» هو خليفتك على الكرسى لا تصلح، وإذا رأيت أنت أن ولدنا العزيز «ح..»، الذى أحبه كثيراً يصلح للرئاسة أو يصلح محافظاً تمهيدا للرئاسة فأنت لا تصلح.

النصيحة الثانية: إذا كنت مصمما على أن استمر هو أن تقوم بكشف طبى عام بقصد أن تعرف هل ستتحمل السجن أم لا؟ ولا تقل لى إنك لست لصاً، فأنا أعرف ذلك جيداً بعد كل هذه السنوات، لكن مبارك أيضاً لم يكن لصاً ولكن أتاه أعوان الشيطان، وزينوا له هذه الفيللا الفخيمة بهذا السعر البسيط، ونسى أن يسأل - كما ستنسى أنت - هل غيره يدفع هذا السعر؟، ولم يتنبه رغم أنه كان من المفروض أن ينتبه أن صاحب الفيللا له طلب عندك يكسب فيه أضعاف ثمنها، وتعطيه ما يريد فهو رجل طيب وابن حلال.

أيضاً عليك يا صديقى أن تسأل عن دواء تنتجه اليونان وموجود فى الصيدليات، وهو مباشرة من مياه البحر، وينظف الأنف جيداً.

وصرخ صديقى: أنت تعقدها، البلد كلها ستترشح للرئاسة، وإذا فكرت أنا وضعت لى ألف شرط، تعرف؟ إذا وفقنى الله لن أتصل بك أبداً.
- لِمَ لا يكون من الآن؟!








مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

الان صنع البرواز اما الصوره فهى معروفه ولكن نيولووك

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

الان صنع البرواز اما الصوره فهى معروفه ولكن نيولووك

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

ibrahemrashed

ورئيس اخر

هذا الكلام سابق اوانه لائن مصر ولادة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة