توقفت عند مجموعة القضايا المهمة التى طرحها أسامة هيكل - وزير الإعلام - فى أول ظهور له فى برنامج «هنا العاصمة» على قناة c.b.c قدمه الإعلامى خيرى رمضان باعتباره أول وزير إعلام بعد ثورة 25 يناير، و«هيكل» صاحب استراتيجية واضحة ومدعومة من كل أجهزة الدولة، ولديه إصرار على تنفيذها بدقة وأمانة، وكان واضحاً حينما أعلن أن هدف الوزارة بعد الثورة هو الحفاظ على العلاقة بين الجيش والشعب والتصدى للوقيعة بين الطرفين، وهى قضية لا تحتاج إلى جدل كثير، برغم أن كثيرين حاولوا المغامرة غير المحسوبة فى هذا المجال، وهى مفتاح الحفاظ على مكاسب الثورة.. التى تسعى جميعها لاستمرارها لأن الوقيعة بين الجيش والشعب هى الخطر الأعظم، الذى من شأنه تفكيك المكاسب الثورية التى نتحدث عنها دائماً.. ميزة أسامة هيكل أنه لا يعرف المواراة.. وقد وصل فى كل خطوة ارتقى إليها بجهده وسعيه الدائم والدءوب للأفضل، فهو أول رئيس تحرير يتم تعيينه بالانتخاب، وهى تجربة فريدة نجحت فى صحيفة «الوفد»، فبدأت الجرائد الأخرى فى تطبيقها، ولهذا فهو لا يعرف الطرق الملتوية ولا يعرف تجميل الأشياء لأن هذا عنده ببساطة يعتبر الزيف أو تشويه الحقائق.. ومن ذلك المنطلق فإن «هيكل» يشكل حالياً فكرا جديدا فى وزارة الإعلام، وقد تبوأ منصبه فى أصعب ظروف تمر بها مصر، ففى الوقت الذى رفض فيه آخرون الوزارة، واعتبروها ورطة، وفريق غير هؤلاء اعتبروا أن دخولهم الوزارة فى هذا التوقيت هو نوع من الرهان أو المقامرة، وفى النهاية هو «حرق» لأسمائهم.. فإن هيكل وافق على المنصب بشجاعة، وقال فى حواره مع خيرى رمضان إن قبوله للوزارة مهمة وواجب وطنى لا يمكن أن يرفضه مهما كانت العواقب بل إنه قال إن رفض الوزارة هو نوع من التخاذل نحو تأدية هدف قومى من الصعب بل من المستحيل ألا يتجاوب معه، وصار «هيكل» أول وزير إعلام بعد الثورة، التى اندلعت فى 25 يناير، وبعدها بثلاثة أسابيع تم إلغاؤها، وكان هذا القرار من توابعه الارتباك الذى حدثنا عنه أسامة هيكل، فخلال هذه الفترة كان الجانب الإدارى للوزارة، وبالتالى لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ملغى تماماً، وكم من القرارات تعطلت من جراء ذلك، حتى الدورات التدريبية تعطلت أيضاً، وتراجع المسؤولون عنها وتأجلت سلسلة المتابعات مع الميديا العالمية، وتشتت الإخصائيون فى هذه المجالات المختلفة، ولكن أسامة هيكل حين جاء تمكن من تشريح الوضع الموجود والأزمات ورسم روشتة العلاج بهدوء وعقلانية وشجاعة، وأثبت أنه من أصحاب القرار الصائب، تكلم «هيكل» فى البرنامج عن كل التساؤلات بصراحة مطلقة، وتكلم أيضاً عن رؤيته وكيف أن لديه صلاحيات باتخاذ القرار - أى قرار - ضد من يعوق عمله.. هو شخص واضح ومحدد، خاصة حينما فتح ملف إعادة تقييم وهيكلة ماسبيرو، فهو غير راضٍ عن أمور إدارية كثيرة، ولكنه أكد أنه لن يحدث الاستغناء عن بعض العاملين، فهو يتعامل مع نظام مؤسسى وينبغى ألا يستجيب لضغوط البعض، واعترف أن هذا ما يعانى منه، وقال: لقد حدثت استجابة لكثير من المطالب التى تسببت فى تأثيرات سلبية، وأكد أن خطورة القرارات، التى وقعها مسؤولون سابقون تسببت فى أزمات نعانى منها حالياً مثل إلغاء دور شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات فى الوقت الذى كانت تحقق هذه الشركة حصيلة إعلانات تصل إلى 140 مليون جنيه فى شهر رمضان.. فوجئنا أنها تراجعت إلى 20 مليون جنيه هذا العام!!
وكان القرار المهم الذى أثار اهتمام الجماهير هو بث المحاكمات على الهواء وفى الفضائيات، مؤكداً أن المحاكمات ليست سلعة تباع وتشترى ولا أحد يمتلك هذا الحق، ولذا جاء القرار الواضح بمنح بث المحاكمات بالمجان للقنوات الفضائية، فهى ليست مثل مباريات كرة القدم!!
إلا أن هيكل لخص مهمته الصعبة فى كلمة حاسمة حينما أعلن أنه فى مهمة انتحارية، ولكن إصراره على النجاح هو الذى يجعلنا نتفاءل ونثق أننا أمام مسؤول بحجم الرجولة ورجل بحجم المسؤولية!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة