الحمد لله، لدينا ائتلافات وتجمعات وجماعات تولد يوميا باسم الثورة، أو باسم مصر، ولدينا خبراء فى الثورة يتحدثون فى كل شىء من الإبرة للصاروخ، ويمكن للواحد منهم أن يحدد أولويات المرحلة، ومميزات وعيوب الدساتير، وشكل الدولة القادمة، ومع هذا فإن كل هؤلاء فشلوا حتى الآن فى تنظيف الشوارع من الزبالة المتراكمة، والتى لم تعد تفرق بين شارع راق وآخر شعبى. وحّدت الزبالة بين كل التيارات والائتلافات، وهى الأكوام الوحيدة التى يتفق حولها المصريون بكل أطيافهم وتوجهاتهم.
ونظن أن كبار زعماء الفضائيات والمؤتمرات واللافتات والندوات تلفت نظرههم، وربما يضايقهم، أن يشاهدوا فى ذهابهم وعودتهم أكوام وجبال الزبالة التى تزحم الشوارع والحارات والميادين، وغالبا يبدون تأففهم وغضبهم قبل أن يتوجهوا إلى مؤتمرات يتحدثون فيها عن مستقبل مصر، وشكل الحكم، وتفاصيل الدستور، دون أن يشغل تفكيرهم أن الدساتير لن تنجح بغير نظافة، وأن أعتى دستور فى الدنيا لا يكفى لإزالة كوم من القمامة المتراكمة..
والمؤكد أن الزبالة فى الشوارع أمر يؤذى أنصار الدولة المدنية، وأنصار الدولة الدينية، ويؤذى الليبراليين، ويضايق اليساريين والبهائيين والمسلمين والأقباط واللادينيين، ونظن أن إزالة الزبالة وتنظيف الشوارع يمكن أن يكونا بداية حقيقية لتوحد القوى السياسية، والقوى الثورية التى تملأ الشوارع هذه الأيام المفترجة، ولا نتصور أن يقع خلاف أيديولوجى حول أهمية النظافة التى هى من الإيمان والتقدم والتطور.
ومن العار أن يترك هؤلاء الذين يحلمون بالمستقبل، الشوارع بكل هذه «الوساخة»، وألا يفكر دعاة المليونيات، التى هى فى حب مصر، فى مليونية ينظفون بها مصر، وأن يعتصم المليونيون حتى يتأكدوا أن الزبالة ستنقل إلى مكان بعيد عن العمران.
كانت القمامة من المعضلات التى فشل النظام السابق فى حلها، وفشلت فى حلها حكومات إلكترونية ويدوية وشركات أجنبية ومحلية. سقط النظام ومازلنا نفشل فى إسقاط جبال الزبالة من الشوارع والطرقات، والتى تتزايد أمام الجميع علنا فى النهار والليل، ولا فرق بين شارع راق وآخر شعبى فى الدقى والزمالك وإمبابة والمعادى، فى الغربية والقليوبية وأسيوط والمنيا والإسكندرية. الزبالة تقف بيننا وبين المستقبل، ونظن أن رفعها سيكون بداية حقيقية للمستقبل الذى نريده، ومهما عقدنا من مؤتمرات أو ندوات، ومهما نادينا بمبادئ دستورية أو قانونية لن ننجح طالما بقيت الزبالة قائمة.
لماذا لايدعو كل الثوريين وأعضاء الائتلافات لمليونية «فى تنظيف مصر» لتكون بداية لفعل مفيد وثورى، يمكن أن يكون بداية توحيد للقوى السياسية فى حب مصر، ونظافة مصر، وصحة مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح علي
يا ليت قومي يعلمون ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي
تعليق علي رقم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
salah
كلام جميل
يا ريت نثبت للعالم اننا نستطيع ان نصنع فارقا فيه
عدد الردود 0
بواسطة:
Mr.Ahmed Ragab
هو دا الصح
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
النظافة ياناس