من يدعم الدراما المصرية؟

أطلق عدد من منتجى الدراما المصرية دعوات لإنقاذ الدراما وطالب البعض بضرورة تدخل الدولة ودعم الإنتاج الدرامى المصرى، وهى دعوات من الطبيعى أن تكون أهدافها نبيلة إذا كانت تصب فى صالح الدراما وبناء الصناعة بشكل حقيقى، ولكن عندما يطالب بعض المنتجين الذين أفسدوا الدراما المصرية وحولوها من دراما رائدة فى العالم العربى تفوقت على مدار سنوات بموضوعات قوية وإبداعات كتاب ومخرجين حقيقيين إلى مجرد تجارة المستفيد الوحيد منها عدد قليل من الفنانين وحفنة من المنتجين الذين كان لهم السبق فى تفصيل مسلسلات درامية على ممثلين بعينهم بهدف الربح التجارى وإجبار الكتاب على مط الحلقات لتتجاوز الثلاثين حلقة فى مسلسلات لا يمكن أن تصل إلى عشر حلقات فى أفضل تقدير، فكيف بعد أن أفسد هؤلاء المنتجون صناعة الدراما ورسخوا أفكارا تجارية هى ضد الفن بامتياز يطالبوا الآن بأن تدعم الدولة الصناعة.
بالتأكيد على الدولة ممثلة فى قطاع الإنتاج بالتليفزيون أن تتبنى إنتاجات درامية مميزة تعتمد المعايير الطبيعية فى الإنتاج ولا تستند إلى بريق النجومية الزائف وتتبنى خلق جيل جديد من الكتاب والمخرجين والفنانين يعتمدون على موهبتهم فقط وليس أشياء أخرى ، ومن الضرورى أن يكون الهدف العام هو التجويد فقط ، ولا يجب أن نخفى رؤوسنا فى التراب فقد أصبحت هناك أعمال درامية عربية أكثر من رائعة تقدم على مدار السنوات القليلة الماضية وهى بالتأكيد ستتحول لظاهرة مع الوقت وإذا لم ننتبه فى الوقت المناسب للطريقة المناسبة للمنافسة ستسحب هذه الأعمال بساط الريادة من تحت أقدام الدراما المصرية ، وهذا هو ما يجب أن يشغل بال المنتجين الذين يطالبون فقط بالدعم أملا فى الحفاظ على أرباحهم .