أحمد دومه

«زينا محفوظ»

السبت، 20 أغسطس 2011 04:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من معركة لأخرى وما بين بلدِ وغيرها، وسط الغابات تارة والصحراء تارة كانت «زينا» تتنقّلُ فى حلقات مسلسلها الشهير، الذى كنت أتابعه أنا ورفاقى صغاراً منبهرين بهذه البطولات الخارقة، من ضربات وقفزات وطبقها الطائر، الذى طالما قطّع أوصال خصومها وأعدائها الأشرار. كنت إلى وقتٍ قريب واحد من هؤلاء الذين يظنون أن «زينا» مجرد كائن افتراضى صنعته مخيلة مؤلِّف حالم، وأبدعته أمام أعيننا حبكة المخرج وبقية صنّاع الفيلم، فلم يكن من المعقول - أبداً - بالنسبة لى وقتها أن تكون هناك فتاة رغم - جمالها ورقتها - بهذه القوة، والفتوّة والعنف، تقاتل وتطير، وتصارع وتختفى، وتموت وتبعث من جديد، وتحطم كل ما حولها بقبضتها، إلا أننى اكتشفت فجأة، وبعد كل هذا العمر الذى كنت فيه من المخدوعين أن «زينا» لم تكن أبداً أسطورة من صنع خيال مؤلِّف، ولا مجرّد «تمثيل» لا علاقة له بالواقع، وكان هذا الاكتشاف العظيم عندما اطلعت على سيناريو واقعى جداً اسمه القضية رقم 55 لسنة 2011م جنح عسكريّة. هذه القضيّة وجدت فيها الشخصية الحقيقية، التى استقوا منها قصّة الخارقة «زينا»، محور الأحداث فى القضية أيضاً «فتاة»، لكنها لم تكن «زينا»، ولم تكن أمريكية الأصل كذلك، والأهم أنها لم تكن تحارب خصومها بالسيف و«الطبق الطائر»، فقد أفادتنا التحقيقات - أفادها الله - أن اسم الحقيقى لهذه الأسطورة هو «أسماء محفوظ»، لكنها لم تكن خيّرة كزينا تحارب العصابات والأشرار، بل كانت شريرة تحارب أمن الوطن واستقراره وحدها، وتحرِّض على العمليات العسكرية وحدها، وتضع قائمة اغتيالات وحدها، وتكدِّر الأمن والسلام العالميين وحدها، وتفجِّر خط أنابيب الغاز وحدها، يالها من معجزة حقّاً عجز المؤلّف على نقلها إلينا عن طريق السيناريو الذى وضعه لـ«زينا».

ليست هذه هى المشكله، المشكلة الحقيقية هى: هل سيستطيع ذات المؤلِّف الحالم أن يصوّر لنا كيف ستحاكم «أسماء» أمام محكمة عسكريّة على جرائم لم ترتكبها أصلاً، فى الوقت ذاته، الذى سيأتى لنا بمشهد محاكمة «مبارك» ومن حوله، وهم يحاكمون على القتل والتخريب والفساد أمام قاضيهم الطبيعى.

مشهد مؤثِّر فعلاً قد تشاهد فيه دمعات أمهات الشهداء - الحاقدين - تتساقط على أبنائهم، فهم لا يعرفون أن «الحى أبقى من الميّت»، وقد تجد أيضاً مشاهدًا «أحمق» - مثلى - يتساءل: أليس من الأولى حتى ولو صحّت اتهامات أسماء أن يُقدّم «اللواء الروينى» للمحاكمة؟ وهو الذى اعترف على نفسه بارتكاب جرائم التحريض على قتل ومهاجمة المتظاهرين، وهو ما حدث فعلاً ووقع ضحيته عدد من الشهداء والمصابين، أم أن هذا لن يحدث لمجرّد أنه - على عكس أسماء - عضو فى «المجلس العسكرى، الذى يحرم على الجميع إهانته، فى حين لا يحرم عليه إهانة الوطن بأكمله؟!

«المجد للشهداء.. النصر للشعب»








مشاركة

التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

دودو

!!!!!!!!

ماشى يا هرقليز

عدد الردود 0

بواسطة:

الصعيدى

!!!!!!!!!!!!

ماشى يا هرقليز

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد المجيد

الله ينور

عدد الردود 0

بواسطة:

هنا المصري

تحيااااااااااااااااااااااااااااتي

عدد الردود 0

بواسطة:

الهيثم

افرم افرم يا مشير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة