يقول إعلان فودافون الذى نسمعه منذ بداية رمضان: «متقولش بسيطة وسهلة، بسيطة لكن مستاهلة»، وهو إعلان يحمل من البهجة والمعنى ما يدفعك لأن ترفض أى محاولة يقوم بها الملل لاختراقك بسبب تكرار الإعلان.
هذا الإعلان المبهج جزء من حملة رائعة أطلقتها فودافون تحت عنوان: «شكرا لكل واحد عمل حاجة كويسة»، وروعة تلك الحملة أنها ترد الاعتبار لقيمة أخلاقية غائبة عن الشوارع المصرية، وهى إظهار بعض الامتنان للمطحونين والدائرين فى سواقى هذا الوطن دون شكوى أو تعب.
وتحت مظلة نفس الحملة.. حملة «شكرا» أنتجت فودافون برنامجا يوميا يحمل نفس الاسم ويقدمه النجم شريف منير، ويتولى البرنامج تقديم الشكر وإظهار الامتنان ماديا ومعنويا لبعض الشخصيات السائرة فى شوارع المحروسة وتستحق ذلك، حتى هنا وكل شىء فى الحملة جميل ومعقول ولا يستطيع أى حاقد أو أى شركة منافسة أن تقول حاجة عنه.
أن تخرج كلمة «شكرا» مُرفقة بظرف مالى من الشركة إلى عامل بناء شاب أو عسكرى مرور أو موظف مكافح، كل هذا جميل ورائع ويمنح حملة الدعاية بعدا إنسانيا راقيا، لكن أن يفاجأ الناس بأن أحد المكرمين أو الذين اختارتهم فودافون لكى تقول له شكرا هو ضابط شرطة متهم بقتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى عدد من الاتهامات المخزية التى تجعل من كلمة «شكرا» أغلى من أن توجه إلى شخص بمثل تاريخه، إن كان له تاريخ أصلا، فذلك هو قمة التهريج والتحايل وعدم احترام المشاهدين.
فى حلقة الخميس من برنامج «شكرا»، قدم شريف منير ضابط شرطة اسمه «محمد عبدالرحيم النجار» على أنه نموذج يستحق «شكرا»، ولم يكلف شريف منير أو شركة فودافون نفسيهما عناء السؤال إن كان الرجل الذى سيحصل على هذه الـ«شكرا» يستحقها أم لا؟!
لم تسأل فودافون ولم تتحرَ الدقة وخدعت ملايين المشاهدين وهى تقدم لهم ضابطا تم اتهامه بقمع وإطلاق النار على المتظاهرين فى القضية رقم 2770 لسنة 2011 جنايات على أنه نموذج شريف ويستحق الشكر والتكريم، لم يكلف أحد نفسه أن يراجع دفتر أحوال محمد عبدالرحيم بطل قصة رفض رشوة تجار الآثار الخرافية، التى أكد الدكتور زاهى حواس، فى تصريحات له عقب الكشف عنها، أنها قصة ملفقة وتفاصيلها غير منطقية، ولم ينفِ الضابط ولم تحقق وزارة داخلية حبيب العادلى فى الأمر، بل اكتفت باستغلال القصة الوهمية للترويج لنفسها ولضباطها.
قدمت فودافون الشكر لضابط خرج الأهالى لحرق القسم فوق دماغه انتقاما من ظلمه وجبروته، وكان يمكن لفودافون أن تعود إلى اليوتيوب لتشاهد فيديوهات الحرق والهتافات ضد محمد عبدالرحيم وحكاوى فساده، أو تسأل فى منظمات حقوق الإنسان عن مئات الشكاوى التى قدمها الجمهور ضده قبل الثورة بسبب تسلطه وفساده، وكونه نموذجا متكاملا لضابط الشرطة الذى خلقته وزارة حبيب العادلى طوال السنوات الماضية.
لا شىء أقل من الاعتذار يمكن أن تقدمه فودافون للجمهور الذى خدعته وقدمت له ضابط شرطة مشوهًا على أنه ناصع البياض، لا شىء أقل من سحب هذه الـ«شكرا» احتراما لدماء المصابين والشهداء وآلاف المواطنين الذين تضرروا من ضابط شرطة خيل له حبيب العادلى أن النسر الذى يعلو كتفه يمنحه الحق فى تجاوز القوانين، ولم تخبره ثورة 25 يناير أن أمثاله لم يعد لهم مكان فى خانة حراس هذا الوطن الشرفاء.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
معقد نفسيا
ارحم نفسك
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي حسن
برافو محمد باشا الدسوقي
عدد الردود 0
بواسطة:
هاوى
هههههههههههههه
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء الدين
شكرا لك
شكرا لك علي كشف هذا الفساد
عدد الردود 0
بواسطة:
مريم
تمام
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر
حقا
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الرجاء منك انت التاكد
عدد الردود 0
بواسطة:
ليلي
ارحمووووونا
عدد الردود 0
بواسطة:
salah
مقال متميز
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
تابع