ما يحدث فى سيناء وما تسعى إليه حكومة تل أبيب بدعم وانحياز كامل من الإدارة الأمريكية يفرض على جميع القوى السياسية الانتباه إلى ما يجرى من مخططات صهيونية للعودة إلى سيناء بزعم عدم قدرة مصر على السيطرة على الأوضاع الأمنية فيها. الوضع المشتعل سواء على الحدود مع فلسطين المحتلة أو فى معركة التطهير يفرض علينا تجنيب الخلافات السياسية والمذهبية والطائفية وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل مصلحة حزبية أو سياسية أو دينية.
الخطر الذى يتهدد سيناء هو تحد أمام المصريين كافة لإثبات أنهم وقت الشدائد والمخاطر يعلون فوق مصالحهم الشخصية وقضاياهم الخلافية ومطالبهم الفئوية.
الإسرائيليون الذين احتشدوا على مدار الأيام الماضية فى مظاهرات احتجاجية ضخمة فى قلب تل أبيب ضد حكومة نتنياهو أعلنوا تعليق الاحتجاج والتظاهر تضامنا مع الحكومة فى حادث مقتل 7 وإصابة العشرات من الإسرائيليين داخل إيلات.
فهل نحن أقل وطنية من الائتلافات والفئويات الإسرائيلية التى أوقفت الاحتجاجات فور وقوع حادث إيلات وأعلنت وقوفها إلى جانب الحكومة ضد ما يهدد «الدولة اليهودية»؟
أعتقد أن العمال والمدرسين وأصحاب المطالب الفئوية فى كل مكان فى مصر الآن ليسوا أقل وطنية وغيرة وخوفا على الوطن من الصهاينة، وعلى الجميع فى تلك اللحظة العصيبة أن يعلن الوقف الفورى لكل أشكال الاحتجاج والاعتصام والإضراب ويعلن وقوفه صفا واحدا خلف الجيش الذى يخوض معركة الحفاظ على جزء عزيز من مصر فى مواجهة العدو المتربص، والذى يتحين الفرصة لاقتحام سيناء بدعم من الولايات المتحدة التى تحاول تصفية حساباتها مع الثورة المصرية والمجلس العسكرى فى ظل الأوضاع الداخلية المتوترة والمضطربة وغير المستقرة اجتماعيا وأمنيا فى مصر.
إسرائيل تهدد باقتحام سيناء ونحن مشغولون بمعارك جانبية كثيرة ومطالب فئوية لا حصر لها. والبيان الأمريكى يعزز الرغبة الإسرائيلية فكلمات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى البيان جاءت مبطنة بتهديد مصر إذا لم تكن قادرة على حماية الأمن والحفاظ عليه فى سيناء فإن هناك بدائل أخرى.
الاستفزاز الإسرائيلى بإطلاق النار على جنودنا على الحدود وإسقاط ضابط وجنديين يزيد الوضع تعقيدا ويكشف عن نوايا سوداء للعدو الإسرائيلى. تقوية الجبهة الداخلية فى مصر وتوحيد الصفوف وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل مصلحة أخرى الآن هو الرد العملى فى مواجهة تهديدات إسرائيل باقتحام سيناء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
