شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار إذا صدق العبد النية وأخلص فى صيامه. إنه شهر الأمة، كما جاء فى الحديث لأن فيه جائزة الصوم الخالص والصادق فرب السموات والأرض الكريم الرحيم قال: «الصوم لى وأنا أجزى به» وعطية الملك غير محدودة وعظيمة فمن أدرك ذلك حمد الله العلى العظيم العليم على شهر رمضان وهديه شهر رمضان. وقال الصادق الأمين سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم «الصيام جنة»، وهذا يعنى أنه وقاية من الأضرار المنظورة والحسية ومن الأضرار الباطنية النفسية. فمن منع نفسه ودربها على عدم التجسس وعدم التلصص وعدم النظر على حرمات الآخرين فى رمضان فينتهى الشهر الكريم وقد اعتاد هذا الإنسان على صفات وخصال حميدة، وبرأ من أدران نفسية وهزم إبليس فى موقعة رمضان الكريم وخنقه وقتل وسوسته الشريرة فى النفس والفكر.
فى شهر رمضان الكريم هدية أخرى تضاف إلى جمال هذا الشهر وهى «ليلة القدر»، التى هى خير من ألف شهر وهى فى العشرة الأواخر من الشهر الكريم، كما ذكر الحبيب عليه الصلاة والسلام ذلك. وليله القدر للسعداء، فدعاء العبد فى هذا الوقت السعيد مستجاب. والسعيد حقا من يدعو لنفسه وللأمة، وهذا لأنه من السنة ومن الحكمة ومن توفيق الله الدعاء للأمة. ومن مكارم الأخلاق فى هذا الشهر الكريم التخلق بأخلاق رسول الله عليه الصلاة والسلام فإنه كان أكرم من الريح المرسلة فى رمضان، وكان يحب أن يدخل السعادة والبهجة والسرور على الأهل والأصحاب. وهذه من الأفعال التى يجب أن يتحلى بها المسلم ويتبع الأنوار المحمدية، التى هى نموذج للرحمة. ومن هدايا رمضان أيضًا التى يجب أن نحمد الله عليها هى الدعوة المستجابة قبل الفطور. ثلاثون دعوة يجب أن نجعل بعضها لأمة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الدعاء مخ العبادة» فمن الإيمان الإكثار من الدعاء خاصة فى هذا الشهر الفضيل. ومما يحكى عن الإمام الحسن بن على عليه السلام أنه كان ينتظر من معاوية حق أهل بيت رسول الله من بيت المال فتأخر العطاء وقلق سيدنا الإمام الحسن فرأى رسول الله فى المنام يقول له اطلب من الله ولا تقلق. وفعلا قام الإمام الحسن رضى الله عنه من النوم وقام بالدعاء. ولم يمض وقت طويل حتى جاء العطاء. وعن جعفر بن محمد رضى الله عنهما أن من الأدعية المستجابة «يا كائنا دائما لم يزل يا إلهى وإله آبائى يا حى يا قيوم اجعلنى لك مخلصا يا من يكفى من كل أحد ولا يكفى منه شيئا يا الله يا رب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اغفر لى»، بعدها يسأل المؤمن حاجته فبإذن من الله وفضله يستجاب له.
ونحن نتدرب فى شهر رمضان على أشياء كثيرة، منها الصبر على الجوع والظمأ، ومنها كثرة الدعاء حتى ننال رضا ربنا فقد قال الله سبحانه وتعالى «ادعونى أستجب لكم»، ولأن الله رحمن رحيم كريم وهاب فإنه يحب أن يسأله عباده. فدعاء العبد لله عزة ورفعة لأنه يطلب من العلى القدير خالق الوجود ربنا الحبيب الحى القيوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة