مدحت قلادة

هزلت حتى سامها كل مفلس

الخميس، 25 أغسطس 2011 08:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجحت ثورة شباب مصر الواعى فى إزاحة نظام شمولى مستبد حكم مصر بالحديد والنار، سَّخر كل التيارات السياسية والدينية لخدمته فقضى على الحياة السياسية فى مصر، وتعاون مع الجماعات الدينية مستخدماً معها أسلوب "العصا والجزرة"، مقدمها فزاعات للعالم الغربى، كما صنع تيارات دينية تُسبِّح باسمه، وتطالب بعدم الخروج على الحاكم من منطق دينى بحت مستخدمها عند الحاجة إليها.

من العجيب أن تلك التيارات الدينية المختلفة تحاول الظهور على عكس جوهرها مرتدية ثياب الوطنية مستخدمة كلمات ديموقراطية تلك الكلمة التى أقل وصف لها فى أدبياتهم أنها كفر وذندقة.

ومن الأعجب فى الحياة السياسية بمصر السباق بين معظم الأحزاب لنيل رضا الجماعات الدينية، وأصبح مكتب المرشد العام كعبة ليس لرؤساء الأحزاب فقط، بل لنواب رؤساء من دول الجوار، ولكن من عجب العجاب التسابق بين كل الحركات للترشح للرئاسة، فقد وصل عدد المرشحين إلى أكثر من عشرين مرشحاً منهم الأخوانى والقومى والسلفى والجهادى واليسارى والليبرالى والفلولى.. الكل يختلف فى أيديولوجياته، ولكنهم يتفقون فى شىء واحد ألا وهو حكم مصر.

الشىء المحزن ليس فى الشخصيات المرشحة للرئاسة فقط، بل فى عدم تقديرهم لمصر ومكانتها، فمصر تحتاج فى هذه الفترة رجلاً مثل أتاتورك قادراً له شخصية قادرة على تطهير مصر من أيديولوجيات التأخر، ويستطيع لم شمل كل المصريين تحت هدف قومى جمعى يتحالف الجميع لأجله، مصر تحتاج لرئيس قادر على ربطها بدول الحضارة الغربية لتدخل عصر الحضارة وتنافس الدول الأخرى، مصر تحتاج إلى رئيس متطور تقاس كفاءته بمدى نضوج فكره ووضوح رؤيته ليس بمدى طول لحيته، وعمق علامة الصلاة على جبهته، مصر تحتاج إلى رئيس متحضر يعيش المستقبل، ولا يسجنها بقرون مضت للوراء.

أخيراً: إن نظرة لعدد المرشحين تصيبنى بحالة من الحزن ليس لشخصهم، وإنما لمصر فى أذهانهم، وهنا أجد أن أفضل قول للشاعر العربى عن حال مصر والمرشحين للرئاسة "هزلت حتى سامها كل مفلس".
كان الله فى عون مصر وشعب مصر الطيب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة