حنان حجاج

النقابة ومكتب الإرشاد..إيد واحدة!!

الجمعة، 26 أغسطس 2011 04:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقابة الصحفيين هى أقل النقابات المهنية عددا ولكنها بكل تأكيد الأكثر ثقلا وبريقا إعلاميا، فهى النقابة التى تخرج كل صناع الإعلام وقادة الرأى بل المتحكمين فى تشكيله، وعندما يعلن مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين أنه وافق على ترشيح ستة من الجماعة فى انتخابات مجلس نقابة الصحفيين، أى أنه يسعى لنصف مقاعد مجلس النقابة، وهو ما يعنى أيضا بنفس حسبة الأصوات أن يأتى النقيب من نفس التيار السياسى أو على الأقل من يتحالف معه، فهذا يعنى بكل بساطة أن نقابة الصحفيين ستكون بالونة الاختبار الثانية لانتخابات مجلس الشعب القادمة بعد انتخابات نقابة الصيادلة- وإن كانت تلك لا يمكن وضعها فى الحسبان لأن الإخوان بالفعل كانوا قد سيطروا عليها قبل 18 عاما بتحالف سياسى مفضوح مع بعض رموز الحزب المنحل.

مكتب الإرشاد الذى يبدو وكأنه يرغب فى بسط نفوذه بلهفة من كان محروما من الطعام لسنوات وفجأة وجد أمامه مائدة عامرة فراح يمد يده فى كل أطباقها بلا تمييز ولا ترتيب، اللهم إلا لإشباع جوع سنوات الحظر والمنع، يعلم بما لديه من خبرات نقابية سابقة أدخلت نقابات ضخمة نفق الحراسة لسنوات طويلة بعد سيطرته على مجالسها، يعلم المجلس ومعه السادة الأفاضل من الزملاء المرشحين أن النقابات وعلى رأسها نقابة الصحفيين التى لا بديل على استقلالها يجب أن تكون بعيدة عن التيارات السياسية المباشرة، فالنقابات كيانات وطنية مهنية واجتماعية تمارس دورها حتى السياسى منه من منطلق وطنى بحت، وتمارس أيضا دورها فى الدفاع عن حقوق إعضائها وحمايتهم وتطوير مهنتهم بدون تحيز سياسى أو طائفى أو مؤسسى وهى أمور تحتاج تكتل أعضائها لا تفرقهم، كما تحتاج لضمير وطنى واحد يحكمها لا مجلس إرشاد يوجه ويبارك مجلسها، فسلم النقابة الذى ظل لسنوات ساحة للحرية لكل التيارات السياسية فى مصر لا يجب أن يملكه تيار أو فريق أو أن تكون تصاريح الوقوف عليه صادرة من مكتب الإرشاد ليسمح لمن شاء ويمنع من يشاء.

هنا تصبح التساؤلات مشروعة ومزعجة أيضا، وأولها إذا كان مكتب الإرشاد هو من بارك وبالتأكيد اختار تلك الأسماء فهل هو أيضا من سيضع البرنامج الانتخابى لهؤلاء؟ وكيف يمكن أن يكون هذا البرنامج؟ هل سيحمل عبارة «الإسلام هو الحل» لكل مشاكل الصحفيين وأزماتهم التى لا تنتهى؟ وكيف يمكن أن نضمن أن تمارس العملية الانتخابية بحيدة ونقاء بعيدا عن ألاعيب السياسيين وإذا نجح هؤلاء فهل سيكون ولاؤهم لجموع الصحفيين بكل أطيافهم السياسية أم لجموع من انتخبوهم أم لمجلس الإرشاد الذى يحتاج بالتأكيد لكل صناع الرأى ورجال الإعلام فى معركته الكبرى القادمة، وهى انتخابات مجلس الشعب وربما انتخابات الرئاسة أيضا، ثم ما هو موقف مكتب الإرشاد وفرسانه من مرشحى مجلس النقابة من باقى الأعضاء الستة الذين يفترض أنهم سيشكلون بقية المجلس، هل سيقبل الإخوان وبنفس منطق التسييس والتفريق أن يتعامل مع عضو يسارى مثلا أو ناصرى أو حتى علمانى؟ وكيف سيدير مجلس يحمل صك الإخوان نقابة تضم كل أطياف الفكر والكتابة!.

الصحفيون يملكون وعيا حاضرا يجعلهم يفرقون بين الغث والثمين بل كانوا يختارون بكامل إرادتهم أعضاء ينتمون للتيار الدينى والإخوانى فقط لأنهم يرونهم الأصلح، فلماذا الآن تعلن الجماعة تأييدها لهؤلاء إلا إذا كانت طامعة فى كراسى المجلس بل فى النقابة نفسها، جاءت الجماعة التى كانت محظورة لتفعل نفس الشىء الذى كان يفعله الحزب المنحل، متغافلة أن المقاعد الستة التى يريدونها لا تساوى نقابة كانت دوما وطنية، وبحسبة بسيطة أتوقعها تماما فإن أول من سيتحالفون مع الإخوان وتذكروا هذا سيكونون فلول الحزب المنحل ممن كانوا يحلمون يوما بكرسى النقيب ويحتلون بعضا من مقاعد المجلس السابق، السيناريو سينكشف قريبا فهل سيعلن وقتها مكتب الإرشاد عن حلفائه الجدد ويبارك التحالف أم أنه سيمارس السياسة بوجهها القذر من تحت الطاولة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة