فرحتنا بسقوط الطغاة فى ليبيا أو اليمن أو سوريا لن تكتمل إلا من خلال إعادة تقييم خطط الأمن القومى المصرى فى ظل المتغيرات الجديدة، نحن أمام واقع مختلف فى العالم العربى، ولاعبين جدد فى دول الجوار، ووجوه جديدة على الساحة الأمنية والسياسية لها مصالحها وتحالفاتها الخاصة.
صحيح أن الثورة على الاستبداد والفساد جمعت الأمة على قلب رجل واحد، لكن صحيح أيضا أن المصالح والتحالفات للأنظمة الجديدة لن تكون بالضرورة هى نفس المصالح والتحالفات للأنظمة البائدة، فاستراتيجيات الأمن القومى المصرى تحددت خلال الثلاثين عاما الماضية على أسس تحالف الديكتاتوريات والتنسيق بين أجهزتها الأمنية، أما اليوم فنحن لدينا سياسيون مستقلون بخبرة أقل فى العمل السياسى والعلاقات العربية والدولية، ولدينا إعلام حر لم يعد يعترف بالقيود أو تحديد السقف، ولدينا قوى عسكرية دولية ساعدت الثوار بشكل مباشر فى ليبيا، وساندت الثوار سياسيا فى سوريا.
نحن إذن أمام حالة جديدة، لم يعد العدو فيها هو العدو، ولم يعد الصديق هو الصديق، ولم تعد أولويات الأمن والاستقرار كما كانت فى الماضى، هذه الحالة الثورية تفرض تصورات ثورية أيضا لإعادة صياغة ملامح الأمن القومى المصرى من جديد.
والله أعلم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
