عودتنا سياسات النظام السابق وآلتها الإعلامية على تفريغ أى فعل يلامس مشاعر الناس، ويرونه بطولة من نوع خاص، وتحديدا فيما يتعلق بمواجهة إسرائيل ومقاومة التطبيع، وعلى عكس ما تذهب إليه المشاعر الشعبية كانت أقلاما وآراء النظام تصف الأفعال المقاومة بأنها «بطولة من ورق»، وذلك فى مقابل بطولات وهمية للنظام، ومنها مثلا الأحاديث الفارغة، التى كان يدلى بها الرئيس السابق لقنوات التليفزيون الإسرائيلى، وكان تتم إعادة إذاعتها على التليفزيون المصرى، وسط زفة إعلامية فارغة عما قاله مبارك ولا يستطيع أحد غيره قوله.
أضف إلى ذلك خرافات رجال النظام، ومنها ما كان يرددها أحمد عز حول طبيعة صراعنا مع إسرائيل، ولعلنا نتذكر الخرافات، التى رددها فى مجلس الشعب عن هذه القضية، وأساء فيها إلى الشعب الفلسطينى، ولما أغضبت الجميع خصص مقالا فى صحيفة الأهرام للرد عليها، وأمام هذا المسار الخانع، كان الناس يتساءلون: «من هو البطل الحديدى أو الحقيقى؟».
أقول ذلك بمناسبة آراء وصفت أحمد الشحات بـ«البطل الورقى والكرتونى»، بعد قيامه بإسقاط العلم الإسرائيلى من على السفارة الإسرائيلية فى الجيزة ورفع العلم المصرى بدلا منه، وهو وصف يفتقد إلى الكياسة، ويعيدنا إلى زمن النظام السابق، الذى كان يخلط الأوراق حتى يبقى هو فى نظر الشعب المصرى البطل، الذى يدافع عن حدودنا أمام إسرائيل.
ما فعله أحمد الشحات، يمكن النظر إليه بأنه أضعف الإيمان فى مقاومة إسرائيل، طالما لا يوجد حرب معها، وأضعف الإيمان فى المقاومة هو من سنن الجهاد، التى حدثنا عنها ديننا الحنيف، كما أنه من طرق التعبير عن الغضب الشعبى، الذى قد يأخذ أساليب بسيطة، مثل حرق العلم الإسرائيلى، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، وعدم التعامل مع إسرائيليين، والخطابة على منابر المساجد بأن إسرائيل هى عدونا الحقيقى، والكتابة عن عنصرية إسرائيل، وضرورة تحرير فلسطين، والحث على تعبئة الأمة لمواجهة قد تأتى.
كل هذه الوسائل هى فى قلب المقاومة، وتحشد القلوب والعقول على النظرة الصحيحة ضد إسرائيل، وهى أنها عدو قائم، وأن الصراع معها كما قال جمال عبدالناصر: «صراع وجود وليس صراع حدود، ومن هنا فإن ما فعله أحمد الشحات، ويفعله غيره فى هذا المسار بطولة حقيقية وليست بطولة كرتونية.