كنت قد كتبت من قبل عن وجهة نظر أخرى عن قضية النوبة، عبر رسالة تلقيتها من المثقف والناشط السياسى ممدوح كامل، وهو من أصل نوبى، وقال فيها كلاما مهما، طالبًا وقف المناحة التى يرددها البعض حول تهجير النوبيين وقت بناء السد العالى، ولفت النظر إلى أن هناك فضلا للوادى على النوبة، وطبعا لم أسلم ولم يسلم ممدوح كامل من هجوم كاسح على المواقع الإلكترونية التى تخصصت فى هذه المسألة.
وقبل أيام وجدت نفس الهجوم على اللواء صالح مرسى الذى يبلغ من العمر 87 عاما، والسبب حوار مطول له مع جريدة الأخبار منذ أسابيع، تحدث فيه عن الكثير مما جرى للنوبيين أثناء فترة التهجير، وقت بناء مشروع السد العالى، وجاء كلامه، وهو على فراش المرض بمثابة شهادة أراد أن لا يكتمها، وأهميتها أنه ابن قرية الدر، وكان يشغل منصب مأمور مركز نصر النوبة فى العقود الماضية، وكان مشرفا على عملية التهجير فى عام 1964.
قال اللواء مرسى إن النوبيين فرحوا بالتهجير، وهتفوا لعبد الناصر، وإن الدولة لم تجبر النوبيين على ترك قراهم، وإنه لم ير شخصا يبكى، ولم ير شخصا يعترض على التهجير، وبالعكس كانوا سعداء، والنوبيات كن يتغنين باسم عبدالناصر ويهتفن له، وعن الأشخاص الذين ظهروا فى الفترة الأخيرة ويدّعون وجود مآس فى عملية التهجير، قال إن غالبية هؤلاء الأشخاص لم يروا التهجير، ولم يروا مآسى وهم يحكون قصصا نسجوها من خيالهم لخلق بطولات وهمية، أو لتحقيق مكاسب شخصية، وأضاف أن هؤلاء الشباب الذين يتحدثون عن عمليات التهجير لم يروها حتى يتحدثوا عنها، وعما يريده هؤلاء الأشخاص، قال إنهم يريدون تحقيق مكاسب شخصية، وهؤلاء متاجرون بالقضية النوبية لمصالحهم، ومنهم من تحركه جهات خارجية للإضرار بالأمن القومى المصرى، ونبه الرجل إلى أن هناك جهات خارجية تريد التدخل فى شؤون مصر بحجة حماية الأقليات، وتريد هذه الجهات أن تجعل من النوبة وضعا مثل جنوب السودان.
قال الرجل كلاما مهما آخر، وهو عبارة عن قذائف فى وجه الذين يتاجرون بهذه القضية ويزودونها بأكاذيب تاريخية، ولهذا جاء الهجوم عليه ممن يسدون آذانهم للاستماع إلى وجهة نظر أخرى مزودة بحقائق التاريخ.