أكرم القصاص

مبارك.. المحاكمة والفرجة

الخميس، 04 أغسطس 2011 08:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت أمس محاكمة القرن، أول رئيس مصرى سابق يحاكم أمام القضاء بتهم قتل المتظاهرين، والإثراء بلا سبب، فضلا عن العمولات والأرباح. ومن المفارقات، أن أكاديمة الشرطة التى يحاكم فيها الرئيس السابق، كانت حتى ماقبل الخلع تحمل اسم «أكاديمية مبارك للأمن»، وتشاء الأقدار أن يعود لها مبارك متهما ليقف أمام القاضى، ويوضع فى القفص.

ربما لو كان مبارك مهتما بالتاريخ، لاعترف بأنه هو المسؤول عن الجرائم التى وقعت ضد المتظاهرين فى يناير وفبراير. لأنه وحده ولا أحد غيره، كان يملك سلطة إصدار القرارات، والتعليمات التى كانت تتحول إلى قوانين وقرارات. وهو الذى كان يرأس مجلس الشرطة، ويعطى تعليمات وأوامر لوزير الداخلية.

سوف يحاكم مبارك مع شركائه، لكن نتمنى ألا تصبح المحاكمة مجرد حلقة من مسلسل للإلهاء والتسلية. وأن تصبح محاكمة حقيقية لكل سياسات عصر حسنى مبارك. ومسؤوليته عن إفقار الفقراء، ومرض المرضى. محاكمة مبارك هى المسلسل الذى سيكنس باقى مسلسلات رمضان، لأن نقل محاكمات الرئيس السابق وعائلته وبثها على الهواء لكل المواطنين، سيساهم فى تهدئة الرأى العام، كما أنها ستكون درسا مهما لكل من سيأتى للحكم مرة أخرى، حتى لا تتحول مصر إلى مطية لكل من هب ودب.

وبناء عليه يتوقع فى حالة استمرار بث حلقات محاكمة مبارك وأبنائه وأعوانه أن تتضاعف نسبة المشاهدة للمحاكمة، وأن ينصرف الناس عن المسلسلات، ونتمنى ألا تتوقف المحاكمة على الفرجة والثرثرة حول ملابس المخاليع. بل أن تتاح للمواطنين الفرصة لمتابعة محاكمة عصر امتد ثلاثين عاما، ارتكب خلالها النظام جرائم، ربما كان آخرها قتل المتظاهرين، أو جرح الأبرياء، لكن خلف ملف مبارك العشرات من الجرائم الموثقة، ضد صحة المواطن المصرى، وإصابة ملايين بأمراض الكبد، والفشل الكلوى، والتلوث. يجب أن يحاكم مبارك عن ربع مواطنى مصر، وهم تحت خط الفقر، يسكنون العشوائيات والمقابر والشوارع، وعن عشرة ملايين تم إهمالهم، يحتل أجسادهم الفيروس الكبدى الوبائى، وأن تشمل المحاكمة تفاصيل تزوير إرادة المواطنين الأحياء والأموات، والتصويت نيابة عنهم، والتلاعب فى التشريعات والقوانين. وتوزيع أراضى الدولة على قلة مستفيدة ومنعها عمن يحتاجونها.

يفترض وهو يحاكم أمام الجنايات عن قتل المتظاهرين، وعن أفعاله فى التعليم التى جعلت التعليم العام متدنيا وإخرج الجامعات المصرية من أى ترتيب عالمى. وتراجع التعليم والصحة، وهى جرائم تتجاوز المال العام إلى تدمير البشر، وسحق إنسانيتهم.

نتمنى أن تكون محاكمة تتاح لها كل قواعد العدالة، حتى يمكننا أن نعرف الحقيقة، وألا تكون مجرد فرجة للتسلية وتضييع الوقت.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة