إذا صمت أصدقاؤك - رغم أن أحداً لا يصمت فى هذه الأيام - فاسألهم عن لونهم المفضل؟ قد تراه لوناً سخيفاً، ولكنك ستتعجب من الحماس فى الرد، كما لو كان اللون هو الراية التى يعيش أصدقاؤك فى ظلالها، الجميع سعداء بألوانهم، لكنك لن تجد واحداً يقول عن لونه المفضل هو الرمادى ظناً أنه لون يعنى السلبية أو الحياد بين الأبيض والأسود، أو حتى الانتهازية، ولا أظن أن هذا صحيح، فالرمادى لون جميل فى بعض الأحيان.
وأذكر صداقة ربطتنى بمدير التصوير الأكبر عبدالعزيز فهمى، فلقد كان من حسن حظى أننا كنا آنئذ من سكان مصر الجديدة، وأيضاً كنت أعمل فى نفس العمارة التى له مكتب بها.
وفى ظل كل المرات التى رأيت فيها عبدالعزيز فهمى - وبالطبع هى مرات عديدة - كان يلبس أبيض فى أبيض، حسب التعبير الشهير، لم أضبطه مرة واحدة وقد غيّر اللون، وربط الكثيرون بين اللون وبين طيبته ورقة قلبه.
وصديق لى - وأنا لى أصدقاء من ألف صنف وصنف - جاءنى فى ذات مرة بكتاب ذكريات صلاح الشاهد، ووضع خطوطاً تحت سطور يقول فيها إن جمال عبدالناصر كان يحب اللون الأصفر، ويبدى دهشته لهذا.
وصلاح الشاهد كان يعمل فى القصر الملكى، لكن عبدالناصر طلبه ليعمل لحاجته إلى علمه بأمور البروتوكول، وظل يعمل فى الرئاسة ثم استمر أيام السادات، ولا أذكر متى خرج من الخدمة، ولكننى أذكر جيداً تورطه فى الشركات، التى قامت مع الانفتاح لتنصب على المصريين، وكان صلاح الشاهد رحمه الله من أشرف الناس لذلك كانت الورطة كبيرة.
طلب صديقى أن نعرض فكرة الألوان على طبيب نفسى، لكننى رفضت بشدة قلت له إن هذا يعنى أن الألوان لها رموز مستند عليها، ولا أظن أن هذا صحيح، واللون الواحد قد يعطى أكثر من معنى مثلاً اللون الأحمر يعنى الثورة، وأيضاً يعنى العنف، وأيضاً الخطيئة.
هذه المقدمة الطويلة التى أرهقتك أكثر مما أرهقتنى أردتها طويلة لأدخل إلى هذا الاعتراف: إننى أكره اللون الأخضر!! بالتأكيد أصابتك الدهشة وربما الحنق، كيف تكره اللون الأخضر وهو أجمل الألوان؟.. لون الحدائق، والأشجار، تونس خضراء، وقلب فلان أخضر و.. و..
أرجوك توقف.. أنا لا أكره اللون الأخضر فى الطبيعة، ولا يسعدنى شىء مثل النباتات التى أرى فى كثرتها دليلا على الحضارة، لكن أكره جداراً أخضر، وسيارة خضراء، وفستاناً أخضر، وأظن أنه تحدٍ من الطبيعة للإنسان، فإذا كانت تقدم الأخضر كأجمل الألوان لا يستطيع الإنسان أن يفعل هذا.
وأبشع مرة رأيت فيها اللون الأخضر كانت يوم الجمعة الماضى عندما حمل البعض رايات خضراء، كيف فعلوا هذا؟ كيف يستطيع إنسان أن يحمل علماً غير علم بلده، خاصة إذا كان علمه يمثل الأرقى، والأقدم حضارة، والأعظم إنسانياً، أذكر فى إحدى الدورات الرياضية أن الكل بعد أن كان يسير أمام المشاركين منه من يحمل علم البلد.
وكان هناك بلد مشارك بشخص واحد، فاقترحوا اختيار شخص يحمل العلم دون أن يكون مشاركاً بالطبع، واختاروا فتاة فبكت عندما طلبوا منها أن تحمل علم دولة غير دولتها، الذين حملوا الأعلام الخضراء فى ميدان التحرير كانوا دون هذه الفتاة بكثير.
صديقى الذى أراد أن نستشير طبيباً نفسياً ليفسر لنا لماذا نحب هذا اللون أو نكرهه سارع برفض الفكرة وقال لى: أحييك لأنك تكره اللون الأخضر، وتأكيداً لتوضيح ذكرته، وأعيده أنا أحب اللون الأخضر.. وأكرهه فى مظاهرات التحرير!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled
لأن دوله واحده تضع الشهاده على علمها
عدد الردود 0
بواسطة:
Faker
أنا طبعا ضد الاسلاميين
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلمة مصرية عادية
بلاد العرب اوطانى .. وكل العرب اخوانى
عدد الردود 0
بواسطة:
الجمهورية الإسلامية المتحدة
الجمهورية الإسلامية المتحدة
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلمة مصرية
بلاد العرب اوطانى .. وكل العرب اخوانى , الموضوع بسيط ليه المبالغة؟!!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد العزب
على فكرة اللى صمم علم السعودية مصرى اهمدوا بقى شوية
عدد الردود 0
بواسطة:
hany
غير موضوعي
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
انا بحب اللون الأخضر ..
عدد الردود 0
بواسطة:
د.محمد ابوزيد
اسلامية ...رغم انفك يأيها الحاقد علي دين الله
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال
علم الإتحاد السوفياتي