من يعبث بأمننا فى سيناء؟!السؤال بات ملحا، فالأحداث القادمة من شمال سيناء كثيرة ومتلاحقة وتشى بأن هناك أيادى خفية تدبرها وتقف خلفها.
البيان المنسوب لتنظيم القاعدة، الذى تم توزيعه يوم الثلاثاء الماضى، على عدد من مساجد سيناء يدعو إلى تحويلها لإمارة إسلامية هو الأحدث، ويأتى فى أعقاب سلسلة من العمليات الإرهابية المنظمة التى تعرضت لها هذه البقعة الغالية من أرضنا خلال الفترة الماضية.
فما كدنا نلتقط أنفاسنا بعد الهجوم الإجرامى الذى تعرض له قسم شرطة ثان العريش وراح ضحيته عدد من رجال الشرطة والجيش الشرفاء، ولم تنته التحريات حول الضالعين فيه حتى فاجأنا بيان القاعدة الذى يرمى إلى نشر الفوضى فى مصر.
منفذو هذه العمليات محترفون ويمتلكون الأدوات والتدريب الكافى لتنفيذ مخططاتهم، ويستخدمون فى كل هجماتهم تقريبا أسلحة متطورة قادرة على نشر الدمار وليست مجرد بنادق آلية أو سلاح بدائى مثل صواريخ "آر بى جى".
صحيح أن أصابع الاتهام تشير إلى أن جيش الإسلام بغزة وتنظيم القاعدة ضالعان فى هذه العمليات، لكن الأيادى الخفية التى يمكن أن تعبث بمصر عبر بوابتها الشرقية كثيرة، خاصة سيناء ربما لطبيعة موقعها الذى يمتد مع أقدم أعدائنا فى المنطقة، أعنى إسرائيل التى أثبتت التجارب أن اتفاقية كامب ديفيد التى تربطنا بها لم تردعها عن استثمار أى فرصة لإحداث اضطرابات وفوضى فى مصر، ولايزال حتى الآن عملاء أجهزة استخباراتها يسقطون واحدًا تلو الآخر فى قبضة أجهزتنا الأمنية، حتى قطع خدمة الإنترنت التى تعرضت لها مصر منذ شهور مضت تبين أن إسرائيل ضالعة فيها حين قامت بقطع الكابل المغزى لها عبر البحر المتوسط لضرب الاقتصاد المصرى.
بالطبع إسرائيل أكثر المتضررين من ثورتنا، خاصة أن الدبلوماسية المصرية نجحت فى أيام قليلة بعد سقوط نظام مبارك فى تحقيق قفزة كبيرة على طريق توقيع المصالحة الفلسطينية التى كادت تتحقق قبل أن يختلف قادة فتح وحماس مرة أخرى، وكذلك انفتاح القاهرة على الخارج تحديدا إيران التى تناصبها إسرائيل العداء، أنا هنا لا أوجه اتهاما صريحا لتل أبيب، لكننى لا أستبعد وجود دور لأجهزة استخبارات دول فى المنطقة تناصبنا العداء تاريخيا أو تخشى أن يؤدى استقرار مصر إلى انهيار عروشها.
القضية هذه المرة تمس أمننا القومى وليست مجرد أعمال تستغل حالة الفراغ الأمنى الذى تشهده مصر بعد اندلاع ثورة 25 يناير وما تبع ذلك من سقوط النظام، ويجب الضرب على منفذيها بيد من حديد.