د. فتحى حسين

محاكمة مبارك وضحكات العادلى!!

الجمعة، 05 أغسطس 2011 10:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اللهم لا شماتة فى أحد, حتى لو كان حسنى مبارك الرئيس السابق الذى فعل فينا ما فعل من أذى وسرقة وفساد للركب والأعناق, طوال عهده البائد كرئيس لهذا البلد , فها هو اليوم مستلقى على سرير – يقال أنه مريض- خلف الاسوار الحديدية بالمحكمة والتى لم يتوقع ولم يخطر بباله أن يمثل فيها كمتهم, يستمع الى القاضى والمحامين من الطرفين بإنصات تام ولا يتكلم الا بإذن من قاضى المحكمة , وكان نجلاه يخبأناه عن أعين الكاميرات, بعد أن كان هو من قبل الذى يأمر وينهى ويصدر أوامر بتعيين القضاة ! وكان يعتقد مبارك – قبل ذلك - أنه عندما يقول للشيء كن فيكون! فسبحان المعز المذل، وسبحان من يٌغير ولا يتغير. ما بين طرفة عين وإنتباهتها يغير الله من حالٍ إلى حال.. ويؤكد قوله عزوجل" لمن الملك اليوم لله العزيز الغفار".

أخيرا تحققت العدالة – ولو مؤقتا – عندما شاهد الملايين من الناس فى مصر ودول العالم على شاشة التليفزيون المصرى أول رئيس عربى يحاكمه شعبه بسبب جرائمه التى ارتكبها فى حقه, ويتم اقتياده إلى المحكمة والسجن مثل غيره من خلق الله.. بعد أن اعتبر نفسه فرعونا يعيش على الأرض ويقول أنا ربكم الأعلى.. وقد سردها القرآن الكريم فى سورة الأعراف على لسن فرعون "لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد".. فقد سقط الفرعون بلا رجعة !
وكان مع مبارك أثناء المحاكمة نجلاه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى ومساعديه الذين اعتقدوا أنهم استطاعوا أن يخرقون الارض ويبلغون الجبال طولا!
ولكن ما أثار مخاوفى وقلقى عقب المحاكمة ما عرض على شاشة التلفزيون المصرى من ضحكة كبيرة لحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق وسلامه على فرد الشرطة العسكرية برفقة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ومعاونيه المتهمين بقتل بعض متظاهرى ثورة الخامس والعشرين.. فهل أراد العادلى بذلك أن يوصل رسالة بهذه الضحكة الغريبة التى انفرجت فيها أساريره لدرجة الانسجام والتيه.. وكأنه ليس فى محكمة لها قدسيتها وإنما فى رحلة نيلية يستمتع فيها بجمال الطبيعة, وكأنه لم يكن يتسبب فى مقتل المئات بل الآلاف من أنقى شباب مصر وأفضلهم على الاطلاق خلال ثورة 25 يناير ومن قبلها فى المعتقلات العشوائية لكل متدين أو صاحب رأى وفكر وضمير!.. وسخر العادلى نصيب الوزارة من الموازنة العامة الـ 25 مليار جنيه سنويا والتى كانت تستقطع من أموال الشعب فى حماية نظام مبارك وأمن أسرة الرئيس السابق, وتكميم الأفواه المعارضة لسنوات طويلة عبر ترسيخه لنظام أمنى بشع واعتقالات وتعذيب ليس له حدود، أما علاء مبارك فخرج من مبنى«أكاديمية الشرطة» وحاول تغطية كاميرا التليفزيون بيده! وهو مبتسم ويصافح أفرادا من الشرطة العسكرية فى مشهد تمثيلى متقن لا نعرف ما مغزاه.. نحن فقط نريد العدل الذى نادت به الأديان جميعها, العدل الذى قامت من أجله الثورة المجيدة!

ألا يتذكر مبارك وأعوانه الاّية الكريمة التى تقول: "اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية" صدق الله العظيم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة