لم يكن من الصعب لأحد أن يعرف عنوان الدكتور عزازى على عزازى الذى أصبح محافظا للشرقية، فعنوانه كان موجودا فى كل فعل وطنى شهدته مصر منذ ثمانينيات القرن الماضى، فهو لم يتأخر أبدا عن نداء الواجب الوطنى، وفى فصول كثيرة منه كان نموذجا فى العطاء دون ضجيج.
والذين عاصروا معركة الشهيد البطل سليمان خاطر فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى، والذى كتب قصته الوطنية بقتل جنود إسرائيليين على الحدود أثناء خدمته العسكرية، بعد أن بصقوا على علم مصر، وبعد الحكم عليه بالسجن 15 عاما، استشهد فى السجن فى ظروف غامضة لم يتم الكشف عنها حتى الآن، أقول إن من عاصر هذه المعركة سيعرف أن عزازى على عزازى كان من رؤوس حربتها، سياسيا وإعلاميا، ليس لأن سليمان هو ابن قريته كياد بمحافظة الشرقية، وإنما لأن نداء الواجب الوطنى وقتها نادى الجميع، فهب كوكبة من المتظاهرين على رأسهم شيوخ عظام مثل فتحى رضوان وإبراهيم شكرى، وكان خالد عبدالناصر ضمن المتظاهرين، وبين هؤلاء كان عزازى الذى لم يكتف بهذا الدور وإنما أخذ على عاتقه مهمة التذكير سنويا بذكرى هذا البطل حتى لا ينساه أحد.
كانت معركة سليمان خاطر واحدة من معارك كثيرة لعزازى، لكن الأهم فيه هو أنه من سلالة مناضلين لم يرتكنوا إلى ما تذكره الكتب عن نظريات النضال، ويتم حفظه لترديده دون معرفة حقيقية لما يناسب طبيعة المصريين، دار عزازى ولف قرى مصر من شرقها إلى غربها، وجلس مع أطفالها وشبابها وشيوخها، وفى هذه الأجواء تحديدا تظهر سمات نافذة لشخصيته، تجعله يسكن فى قلب هؤلاء جميعا، لأنهم يشعرون أنهم أمام شخص يقول كلاما يفهمونه، ويتألم لألمهم، ويأكل من طعامهم، وينام على فراشهم، ويستمع إليهم دون تعال قد يتسم به مثقفون وسياسيون.
عزازى الذى عرفته صديقا منذ نحو 25 عاما، وأصبح مع مرور الوقت شخصية شعبية فى قريتى كوم الآطرون طوخ قليوبية، لأنه ضيف دائم عليها، يأتى محافظا للشرقية مسقط رأسه، والتى يعرف أوجاعها تماما، ولهذا فإن اختياره موفق لهذا المنصب الذى يحتاج إلى خبرة شعبية وسياسية فى التعامل مع الناس، إلى جانب الإيمان بأن الصدق هو أقصر الطرق للوصول إلى النجاح، وهى صفات لا تفارق عزازى أبدا.