عباد الرحمن هم صنف من البشر نسبهم الله سبحانه وتعالى إلى ذاته، وهذا لأنهم قد أدركوا أن الاتباع هو الاختيار الحق والنورانى، وأن فى الاتباع ذاته سعادة خاصة إذا تخللت ذرات الاتباع خلايا الكيان الإنسانى فتجد أنهم يمشون على الأرض هونا أى أنهم لا يغصون فى الماديات والشهوات.
ولأنهم عرفوا معنى الاتباع بالنظر إلى القدوة المثلى سيدنا ومولانا محمد صلى الله وسلم، الذى كان قرآنا يمشى على الأرض ونورا وهدى للعيون والبصائر.
ولأنهم يثقون فى ربهم وفيما حمله رسول الله عليه الصلاة والسلام لهم من نور السنة، فهم أصحاب وجد هادئ وقلوب عاشقة لربها سبحانه وتعالى، الذى خلقهم من العدم فهو الكمال المطلق والجمال المطلق الذى تهيم به قلوب أهل الحقيقة.
إنهم أنصار الله وأنصار رسوله الرحمة المهداة والحكمة العلوية والنصيحة السماوية. فالجاهلون بما عليه عباد الرحمن من سعادة باطنية وسكينة فى سرائرهم لا يرضون عنهم ويوجهون لهم النقد وقد يسخرون منهم، فقال الله سبحانه وتعالى لعباده ألا يغضبوا، فالغضب من النواقص والغضب يحجب الحكم الرشيد، ويعطل البصيرة من رؤية حكمة الله فى الخلق والدنيا. قال لهم قولوا «سلام» لأنهم يعرفون سلام الباطن النابع من الإيمان ولو عرفه الجهله لهرعوا إليه وتمنوا لو أنهم عرفوه قبل ذلك.
أن ينسب العبد إلى الله ملك الملوك فهذا عز فى الدنيا وفى الآخرة، ونصر على قوى الظلام والشهوات الزائلة المؤقتة المهلكة. عباد الله هم جند الله الذين كتب الله لهم النصر «وإن جندنا لهم الغالبون» ومن بين أدوات نصرهم الحب والإخلاص والصدق والطهارة والصبر والعفة والإيمان ونقاء القلب.