فاطمة ناعوت

ثلاثة من شباب مصر يحتاجون الدعم

الثلاثاء، 09 أغسطس 2011 09:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أن مصر مُجهدة، ولا مجال ثمة للكلام عن مشاكل شخصية تخص أفرادًا، فإن أولئك الأفراد يحتاجون أن يأكلوا ويُعالجوا ويعولوا أُسرهم، فى كل ساعة من ساعات كل يوم من الأيام المرتبكة التى تحياها مصر الآن. فإيجار البيت والخبز والدواء أمورٌ، من أسف، من الغباء والعسف والصمم بحيث لا تفهم فى السياسة، ولا تعى أن البلاد فى أزمة تتوارى خلفها جميعُ مشاكلنا الفردية. للعوز أنيابٌ عطشى لا تُـمهل الانتخابات البرلمانية ولا تعديل الدستور ولا ميدان التحرير وشجونه! لهذا لا حيلة لى سوى عرض بعض المحن التى تصلنى كل يوم لمصريين مأزومين، ظروفهم لا تعرف التريث حتى عبور مصر هذا النفق الصعب، ذاك العبور الذى ننتظره جميعًا، وينتظره معنا العالم.

هنا مشكلة شاب يعيش ظرفًا ماديّا خشنًا شديدَ العسر، وتمنعه كبرياؤه من سؤال الناس. إلا أنه يطلب شرف العمل وجهاده، وهو حقه على الدولة والمجتمع. هذا نص رسالته: «نحن أسرة مصرية فقيرة. نعيش فى «بنى وشاح»، أفقر قرى جنوب مصر، محافظة سوهاج. معى دبلوم تجارة، وينفق علينا  شقيقى الفلاح الأجير، رزق يوم بيوم، وأمى مريضة بـأمراض مزمنة تتطلب مساعدة أهل الخير.  لكن هذا يضايقنا لأننا لسنا متسولين. وقد نصحنا أهلُ الخير بالتوجه إليكم. تقدمت للحصول على عمل بمجمع محاكم سوهاج وقُيد طلبى برقم 492 بتاريخ 23 / 5، وكل ما أرجوه تنفيذ التأشيرة؛ رحمة بأسرتنا التى لا تجد كفاف يومها». انتهت الرسالة.

ورغم كراهتى فكرة الوساطة فإننى بعدما طالعتُ الأوراق التى تنطق بحجم الشظف الذى تحياه تلك الأسرة، هاتفتُ السيد المستشار محمد منيع مساعد وزير العدل لشؤون المحاكم، فأخبرنى بأن مسابقةً ستُنشر بعد يومين بالجرائد، والمشكلة أن المتقدمين للوظائف 60 ألف شاب، بينما يحتاجون فقط ألفين! وأخبرتُ صاحب الشكوى،  وحيد أحمد أبو الحسن، بأن عليه انتظار المسابقة وربنا يسهل.

لكن حال الأسرة الآن أصبح يهدد بكارثة. فقد وصلنى هذا: «اشتد علينا الحال وبسبب قروض كنا قد استدنّا بها أصبحنا مهددين بالسجن والحجز على بيتنا المتواضع (مرفق صورة من الديون، بالإضافة إلى قروض أخرى لم يحن موعدها بعد). وبالفعل قامت وزارة العدل بالإعلان عن مسابقة للخبراء بمحافظة سوهاج تطلب عاملاً واحدا فقط، وليست مسابقة كبيرة كما فهمت من كلامك،لــــذا أخاطب قلبكم الذى أنصت إلى وجعنا، فخالف بهذا الجميع ممن خاطبتهم ولم ينصتوا، بأن تتوجهى لوزارة العدل قسم التعيينات لتحريك طلبى وتنفيذه نحو استلامى العمل كإدارى بمجمع محاكم سوهاج، ورقم طلبى هو 492 بتاريخ 23 / 5 / 2011». انتهت رسالة الشاب وحيد أحمد أبو الحسن، وبدورى أخاطب قلوب المسؤولين لإنقاذ هذه الأسرة، التى لا تطلب إلا كدّ العمل وشرفه.

المشكلة الثانية لشاب تعرّض لظلم من رؤسائه ولا يعرف ماذا يعمل وكيف يعول أسرته. هذا نصُّـها:

«منذ 3 شهور أُوقفتُ عن العمل بسبب خطأ مالى مع أحد التجار لحين حل المشكلة. وبالفعل تم حلها. ورفعتُ مذكرة إلى رئيس مجلس الإدارة الذى وافق على رجوعى للعمل لزوال سبب الإيقاف. ورُفع الأمر إلى السيد مدير المبيعات، الذى رد برفضه عودتى للعمل بدون إبداء أسباب! ومازلت موقوفًا ولا أعرف ما مصيرى، ولا كيف أعول أسرتى. الاسم: جرجس يوسف نصيف. الشركة: ملتى ميديا ميجا ستورز للحاسبات وأجهزة الاتصال، إحدى شركات أوراسكوم تليكوم. الوظيفة: مندوب مبيعات».

المشكلة الثالثة لشاب متفوق يتعرض لظلم غير مبرر. هذه رسالته: «أُدعى «بيشوى زارع عبد الحنون بطرس»، من مواليد القوصية بمحافظة أسيوط، عمرى 23 عامًا، حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة شعبة التصوير، جامعة جنوب الوادى، فرع الأقصر بتقدير عام جيد جدّا مع مرتبة الشرف بمجموع 80.8 % وتقدير ممتاز 95 % فى مشروع التخرج، والأول على شعبة التصوير عامى 2008 / 2009 و2009 / 2010. تم ترشيحى بتاريخ 28 / 4 / 2010، من قِبل أ. د. محمد عرابى، عميد كلية الفنون الجميلة، مع ثلاثة من زملائى من أوائل الشُّـعب لعام 2009 / 2010. أصدر أمر التكليف أ. د. عبدالفتاح هاشم، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب لزملائى الثلاثة واستثنائى أنا فقط، وتم تكليف خريج آخر من دفعة 2008 / 2009، شعبة الجداريات، ولم يكن اسمه مدرجًا من قِبل عميد الكلية! ونظرًا لحاجة شُعبة التصوير لمعيدين، حيث لم يصدر أمر التكليف لأى خريج منذ عام 2004، أرسل عميد الكلية أكثر من التماس بعد ذلك مطالبًا بتعيينى. وتقدمت بالتماسين لرئيس الجامعة. وحتى الآن لم يصدر أمر التكليف الخاص بى دون ذكر سبب التأجيل أو الرفض». ومرفق مع الرسالة شهادات من أساتذة بيشوى وزملائه تشهد بتفوقه الدراسى وأخلاقه الرفيعة.

أرفع صوتى للمسؤولين لمساندة أولئك الشباب الجادين على تخطى عثرة مقتبل شبابهم؛ حتى يذكروا لأبنائهم فى قابل الأيام أن مصرَ الجميلة الحنون لم تتخل عنهم، حتى وهى فى أضيق لحظاتها التاريخية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة