التاريخ لا يُرى، ولكنه يترك بصماته التى تَخُط كتاب التاريخ، ذلك الكتاب يساعد فى قراءة الماضى، وإدراك الحاضر واستشراف المستقبل، والتاريخ المصرى القديم قد ترك لنا فكرة تأليه الحاكم والحاكم فى مصر القديمة كان هو الحاكم، الذى يخضع له الجميع وهو الإله الذى يتعبد له الكل، والكاهن الذى يستمد منه البركات، وسار وتراكم هذا التاريخ عبر آلاف السنين فترك لنا آثاره وبصم حضارتنا بجنياته، فجبُل المصرى على أن يكون الحاكم هو الزعيم الملهم، والقائد الحكيم، الذى يجب أن يفتدى بالدم، ولذا كانت أهم وأخطر بصمة تاريخية هى بصمة النظام الأبوى البطريركى، وعلى ذلك فلم نجد منذ فجر التاريخ أن قام المصريون بإخضاع حاكم للمحاكمة، ولم يجرؤ أحد إلى تحويله لمتهم، أياً كانت الأفعال التى اقترفها ولم يشاهد حاكم نفسه داخل قفص الاتهام، وقليل هم الحكام المصريون الذين كانوا حكاماً سابقين، وإذا حدث هذا، فالحكم كان للوارثين، وعلى تلك القاعدة أصبح مبارك رئيساً للجمهورية بالصدفة، فهو لا يمتلك أى قيمة سياسية أو ثقافية أو شخصية تؤهله لهذا الموقع، وعملاً وتأثراً بالموروث التاريخى خضع الشعب المصرى لمبارك طوال ثلاثة عقود، ويالسخرية القدر الشعب المصرى بكل تاريخه كان يأمل أن يوافق مبارك على تعيين نائب له، أو أن يسقط الشعب حكاية التوريث، ولذا فسقوط مبارك ومحاكمته بطريقة غير مسبوقة طوال التاريخ وتحويله لمتهم داخل قفص الاتهام، على مرأى ومسمع العالم كله والأهم أنه يحاكم بالقانون، وأمام قاضيه الطبيعى، وبكل الضمانات القضائية التى تحقق العدل، وهذا يدل على أصالة مصر الحضارية، ويؤكد تلك القيم الإنسانية السامية، القابعة فى الضمير الجمعى المصرى، كما أن هذا يعنى باكورة ثمار ثورة يناير الحضارية والسلمية، ومن ثم سيكون يوم الأربعاء 3/8/2011 يوماً تاريخياً ومشهوداً لمصر وللمصريين ويترك آثاره على المستوى المصرى، حيث سيكون ما حدث هو تدشين لتلك الدولة الديمقراطية الحديثة وبداية لشعور المصرى بأنه فعل ما لم يفعله أحد بهذه التركيبة السياسية الرائعة فثورة سلمية بلا عنف وبلا قيادة، تنتج خلال ستة أشهر ذلك الحديث غير المسبوق لمحاكمة أول حاكم مصرى طوال التاريخ، فهذه رسالة لكل حكام مصر القادمين الذين يجب أن يدركوا أن عصر الفدائيين قد انتهى وولى، وأيضاً سيكون حدثاً مؤرقاً لكل الحكام العرب، الذين ما زالوا يتصورون أنهم قد ملكوا الحكم واستعبدوا البشر، ورسالة للعالم بأن مصر الحضارة والتاريخ هى دائماً وأبدأ المعلم وصانعة التاريخ وكاتبته، وهذا فقد كانت المحاكمة مسار تغير حقيقى لأمور كثيرة، فقد أعادت الثقة فى القرار، وأكدت أنه لا أحد فوق القانون، وأن عمليات التظاهر بالرغم من أهميتها، لن تكون طوال الوقت، كما أن المحاكمة قد أكدت الثقة فى قضائنا العظيم، ولما كانت قضية محاكمة النظام السابق، ورجاله، وعلى رأسهم مبارك لما اقترفوه فى حق الشعب المصرى من تزوير ومظالم واستعباد وخلق مشاكل للأغلبية الكادحة من الشعب المصرى لصالح تلك الأقلية الثورية، والتى استحوذت على السلطة، والأهم جداً هو جريمة قتل الشهداء، الذين ضحوا بدمائهم من أجل مصر والمصريين لما كانت تلك القضية هى المهم الأكبر، الذى لا يمكن نسيانه أو التنازل عنه، فلا شك أن تأخير المحاكمة قد أثار كثيرا من اللغط وفقدان الثقة بين الشعب وصاحب القرار، فالآن المحاكمة قد بدأت ولا تنازل عن القصاص العادل، ولذا لا يجب أن تشغلنا تلك القضية بأكثر ما ينبغى سوى المتابعة والمراقبة فكفى ما ضاع من الوقت من عمر الثورة، فلنبدأ بداية جديدة بروح يناير، بداية تبدأ بإعادة التوحد والتوافق لكل الفصائل السياسية من أجل خطة زمنية نستعيد من خلالها الوطن وهيبته والأمن وضرورته حتى نتمكن من إعادة بناء مؤسسات الدولة وحينئذ فيلختلف المختلفون، وكفى مظهرية وظهورا وكفى متاجرة بدماء الشهداء البررة، كفى ادعاء للثورية، كفى محاولة الاستحواذ على الثورة ومحاولة سرقتها ليصل بذاته، فمصر للمصريين والثورة جهد ونضال وتضحية جميع المصريين، وكفى هدما ولنبدأ البناء حتى لا تضيع الثورة من بين أيدينا، الكثيرون داخلنا وحولنا يأملون فى ذلك فلا يجب أن نمكنهم من ذلك حتى تظل مصر لكل المصريين.
عدد الردود 0
بواسطة:
المستشار
بيفكرني بموضوع التعبير لما كنت في الاعدادية
كلام مرسل وليس فيه اي جديد / مجرد موضوع انشاء
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد هيكل
الشعب قال كلمتة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي حسن
برافو استاذ جمال
عدد الردود 0
بواسطة:
محب وديع
العشرة المعينون بالمجلس
عدد الردود 0
بواسطة:
يا فلول
يا فلول الحزب الوطنى
عدد الردود 0
بواسطة:
الاسيوطي
عفوا\ياجمال باشا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السباعى
رسالة الى قاضى مبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
حقا انه كان من العشرة المشرين بالمجلس
العشرة المشرين بالمجلس
حقا انه كان من العشرة المشرين بالمجلس
عدد الردود 0
بواسطة:
يسري
من هو جمل اسعد ؟؟