محفوظ عبدالرحمن

الفنان.. ولا مؤاخذة.. الثقافة!

الخميس، 01 سبتمبر 2011 09:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل أخون العيش والملح وأفشى السر؟ منذ حوالى سبعة أشهر وأنا أكاد أنطق بالسر.. وأفشى لوم الأصدقاء بل والأعداء!
فى 25 يناير قامت حركة احتجاجية. ولم تكن الأولى، فلقد سبقتها احتجاجات كثيرة شاركت فيها حركة «6 أبريل» و«كفاية» وغيرهما. وإذا نظرنا إلى الأمر من كاميرا باردة فما يحدث فى 25 هو نفسه ما كان يحدث.. أكثر قليلا؟ ربما أعنف؟ ربما. لكننا لا نرى الحياة من كاميرا باردة، ولا حتى من عين باردة. فهناك البصيرة التى هى أقوى ألف مرة من البصر.
والبصيرة كلمة جميلة وتفى بالغرض، فإنها قد عبرت، وأنت قد فهمت، لكن القلق يدفعنى لأن أوضح معنى البصيرة هنا، وهو ببساطة: الثقافة. والثقافة ليست قراءة كتاب أو حضور باليه أو المشاركة فى ندوة.. الثقافة هى كل ذلك وأكثر، وأن يصل الإنسان إلى أن تكون له رؤية أو بصيرة.
فى يوم 26 يناير صاح أصحاب البصيرة: هذا شىء مختلف أما فاقدو البصيرة فرأوا أن المظاهرات هى المظاهرات. وبعضهم يكرهون المظاهرات ففيها ضجة كبيرة وصياح هائل وربما كلمات جارحة للأذان الرقيقة. وربما يشمون فيها رائحة العرق.
فاقدو البصيرة هم الذين أدانوا المظاهرات. وهم بذلك يختلفون عن الآخرين ولا سوء فى هذا مادام لا يستخدمون الجمال والخيول والحمير وإمكانيات الحزب الوطنى، وأنا من الذين يحترمون من صححوا موقفهم. فمعنى هذا أن البصيرة لم تكن مكتملة. أو أنهم لم يروا الموقف بوضوح. أو أى تبرير آخر تريد إضافته.
ما بقى من المعترضين هو موقف الفنانين، نسى الناس تقريبا أن فلانا وعلانا قال كذا وكذا، لكنهم لم ينسوا للفنانين ما قالوه أو فعلوه، ولا أظنهم ينسونه بعد مائة عام.
وهذا التشدد هو خطأ المتشددين لا المعترضين على الثورة. وهذا هو السر الذى أردت أن أفشيه.
الإعجاب بالنجم ظاهرة عالمية، فحتى نقاد السينما يقولون: فيلم كيفن كوسنتر أو أحمد حلمى أو.. فى حين أنهم جميعا يعرفون جيداً أن الفيلم للمخرج.
وإذا حضرت سهرة فى مكان ما كان فيها نجم ولو من الدرجة الثالثة فهو محور الحديث، وما يقوله حكمة وكشف للحقيقة، حتى ولو لم يكن كذلك ولو قال أحدهم رأيا أخذوا يفسرون ما قاله وكأنه ابن رشد. ولا يفكر أحد فى أنه ليس كل النجوم مثقفين وبالتالى ليس لديهم البصيرة.
فى الأيام الأولى ذهبت مرة واحدة إلى قناة من باب الخطأ وتلك قصة أخرى. فوجدت مذيعا عيناه على الشاشة التى تنقل المظاهرات يفتش فيها عن الدسائس، وصحفى يساعده فى الوصول إلى المندسين، «ونجم» مذعور من أن المظاهرات ستعطل عمله فى فيلمين ومسلسلين ومسرحية. أى والله. وكال النجم السباب للمتظاهرين ولى أيضاً لأننى دافعت عنهم. وطبعا هذا مسجل. وطبعا تحول النجم فالذين لديهم بصيرة لا يتحولون فى يوم وليلة، وكشف عن وجهه الثورى القديم الجديد.
بالطبع الصدمة فى النجم قوية. لأننا نحبه.. ولأننا نتخيل أنه يعرف والكارثة أنه عادة يتصور أنه يعرف، فلقد سمع بكل الندوات وهو قارئ جيد فهو يبحث فى عشر صحف يوميا عن صورته وأخباره، ويجالس زويل وخيرى شلبى وبهاء طاهر. وعندما يجلس معهم يهتم الناس به أكثر وهذا دليل دامغ - لديه- على ثقافته. وهكذا خدع نفسه وخدعنا،.
هناك نجوم مثقفون ربما قالوا رأيهم وربما لم يقولوه، لكنهم يعرفون ولهم بصيرة.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء العسال

حقاً

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة