قبل أن تقرأ..
بعض سطور هذا المقال كتبت فى شهر أبريل الماضى، أعيد نشرها عليك بعد أحداث مليونية الأمس لكى تدرك أن أحد أهم أسباب اهتزاز تلك الثورة وترنحها هو شبابها ونخبتها الذين يعانون من نفس عيب نظام مبارك.. التأخير!
تشتعل الثورات لكى تحرق الفساد وتضرب الظلم فى مقتل وتفتح أبواب الحرية والمساواة أمام الجميع، والثورة التى تفشل فى تحقيق ذلك تتحول إلى نكسة أو وكسة، وأهل الثورة الذين ينشغلون عنها وعن مبادئها لابد أن يكفوا عن الحديث باسمها وباسم الناس، فليس معقولا أن تتشنج ائتلافات شباب الثورة، ويتحمس شبابها ويهتفون ويهددون ويتوعدون بسبب لون وطبيعة بيجامة حسنى مبارك داخل القفص، بينما يزور الخرس ألسنتهم فيما يخص الحديث عن الحاضر والمستقبل والناس التى تسير فى الشارع.. هل يعقل أن تغضب ثورة لأن رجال النظام السابق يأتيهم الطعام الدافئ فى سجن طرة بينما لا يشغل أحدهم باله طوال الشهور الماضية بأن آلاف المواطنين يواجهون مصائر غامضة أمام المحاكم العسكرية؟ هل يعقل أن تتحول المحاكمات العسكرية تحت شعار مواجهة البلطجة إلى مقصلة تقطع رقاب المواطنين أو المتهمين دون أن تمنحهم فرصة الدفاع عن أنفسهم؟ هل يعقل أن تصدر محكمة عسكرية حكمها على مواطن بالعشرة أو بالعشرين سنة لمجرد أن ضابط شرطة قدم محضرا أو شهادة بأن المذكور متهم بترويع المواطنين وممارسة أعمال البلطجة دون تقديم أى دلائل عينية؟ ألم يتخيل القائمون على تلك الأمور أن فى نفس بعض من ضباط الشرطة الكثير تجاه المواطنين والأهالى بعدما حدث فى 25 يناير وأن الانتقام من هؤلاء الأهالى سيصبح أمرا واردا فى أقرب الفرص المتاحة؟ والأهم من كل ذلك هل يعقل ألا يلتفت شباب الثورة إلى تلك الكارثة ويدعون إلى مليونية لمواجهتها إلا بعد أن تطول أحدهم شخصيا ويشعرون بخطرها يقترب منهم؟
راجع أخبار الأحكام العسكرية التى صدرت مؤخرا وراجع تقارير المنظمات الحقوقية وكمية الشكاوى التى تتظلم من تلك الأحكام التى لم تمنح المتهم فرصا للدفاع عن نفسه، وستعرف حجم الكارثة التى نعيشها، ستعرف أننا انشغلنا بكحة الرئيس السابق ووزن نجله أكثر من أهدافنا الرئيسية التى اشتعلت الثورة من أجلها.. وهو العدل، ستعرف أننا لابد أن نخرج أفواجا لنطالب بأن تتم محاكمة حبيب العادلى ورجاله عسكريا مثلما تتم محاكمة مواطن أمام محكمة عسكرية لأنه يحمل مسدس صوت أو لأنه صرخ من ضيقه فى وجه ضابط شرطة اعتبر ذلك الصراخ تعديا وسبا على موظف أثناء تأدية عمله..
وبخلاف ما سبق وبغض النظر عن شعارات جمعة الأمس أنا لم أصدق مليونية 9 سبتمبر، لم أشعر بها لأن الإخلاص غاب عنها وطغت عليها الفئوية والاغترار، لم أصدق حماس شباب الائتلافات وهم يهتفون ضد المحاكمات العسكرية، لأن هتافاتهم جاءت متأخرة جدا، وجاءت وليدة دوافع شخصية، لأنهم صمتوا طوال شهور طويلة كان فيها المواطنون يساقون إلى القضاء العسكرى دون أى مساندة، وانتفضوا فجأة لمجرد أن سوط المحاكم العسكرية بدأ يقترب منهم.. يا جماعة بالإخلاص وحده تنجح الثورات.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد من بنى آدم
احنا محتاجين عبد المجيد ساطور
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى بسيط والله العظيم..
الثوار عرفوا ازاى يكرهونا فيهم وفى الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبده
مين سماها مليونية؟
عدد الردود 0
بواسطة:
lمصرى محروق دمة
رد على عزيزى ( واحد من بنى آدم )
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud
المجلس العسكرى بطىء فى تفكيك عصابات الفساد
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الحميد بدوى
نفسى الاقى حاجة فيكى يا بلد تتحب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد بركات
التعليق رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
بالعربي الفصيح اذا ارتضينا بشركاء للثورة فعلينا تحمل العواقب
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن كواوا
حرام عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
نبيل سعيد
بلاش افتراء