قبل أى شىء فقط أريد أن أذكرك بما كتبته فى هذا المكان يوم 5 سبتمبر، فقد قلت بالحرف الواحد إن «الهجمات المدروسة والمتكررة على الثورة تأتى تمهيدا للقضاء عليها تماما قبل انتخابات مجلس الشعب، ليأتى فاسدو الحزب الوطنى مرة أخرى فى الحكم ويعود بلدنا إلى ما كان عليه، ووقتها لا أستبعد أن تقوم ثورة أخرى ليست سلمية، ولا متحضرة كثورة يناير، ووقتها فلينعم بشتيمتهم الشاتمون».. ويبدو أن الأحداث كانت كعادة هذه الأيام أسرع مما نتوقع، وها هى قد وقعت «بروفة» لما يمكن أن يحدث إن تم إجهاض الثورة بمطالبها العادلة المشروعة، وأهدافها السامية النبيلة.
بعد هذه المقدمة سأقول لك إنى ضد الاعتداء على وزارة الداخلية، وكذلك الاعتداء على مديرية أمن الجيزة، والسفارة السعودية وحتى السفارة الإسرائيلية، فالأساس فى الثورة هو مبدأ السلمية، وإن تركت الثورة أساسها ضاعت معالمها، وفقدت أهم مميزاتها، لكنى ضد الحديث عن فكرة تحميل ما حدث كما قال المصدر الأمنى «الرغاى» لأياد خارجية وأجندات أجنبية أو حتى فلول الحزب الوطنى، فكل هذه التبريرات من وجهة نظرى «خائبة» ولا تدل إلا على فشل سياسى وأمنى، يسأل عنه المصدر الأمنى الذى لم نعد نطيق بياناته الجبانة التى لو كان قادرا على تحمل مسؤوليتها لأفصح عن اسمه وصفته ومنصبه، وما حدث هو بمنتهى البساطة «غضب شعبى جارف» لا يعترف بالكياسة الدبلوماسية ولا التوازنات والحسابات السياسية، ويسعدنى فى هذه المناسبة أن أبشركم بأنه إن لم نخلص النية لله والوطن، فسيكون القادم أسوأ.
بهذه المناسبة أيضا أؤكد أنى مع طرد السفير الإسرائيلى من القاهرة وهى النتيجة النهائية لما حدث فجر السبت، لكنى طبعا لست مع الطريقة التى طرد بها، وما هذه الطريقة إلا ردا على التقاعس الرسمى فى المطالبة بدماء شهداء مصر على الحدود، كما أنى كنت مع اتخاذ موقف رسمى ضد ما حدث لمعتمرينا فى السعودية، ولست مع الهجوم على سفارتها، فشعب الجزيرة العربية أولا وأخيرا إخوة لنا، لكنى لا أفهم لماذا ضخم البعض حدث اقتحام السفارة كأن الدنيا قامت ولم تقعد؟ ولماذا استخرج الكثيرون نصوص اتفاقية «فيينا» ليرعبونا بها رغم أن دماء شهدائنا لم تبرد؟ فهل تبيح المواثيق والمعاهدات الدولية أن تقتحم إسرائيل أرضنا وتنتهك سيادتها وتقتل جنودنا؟ أم أننا نصبنا أنفسنا محامين للأعداء؟ وهل يعلم المتشدقون بالاتفاقية أن سفير مصر فى العراق قتل ولم يحدث شىء، وأن اللبنانيين ألقوا بالنيران على سفارتنا ببيروت ولم نلتفت للاتفاقية ولا لفيينا ومازالت علاقتنا مع بيروت على حالها؟
استكمالا للأسئلة المندهشة فمن حقنا أن نضع علامات استفهام كبيرة حول وقائع صباح السبت الدامية: ألم يحذر المجلس العسكرى من محاولة البعض استهداف بعض المنشآت السيادية متوعدا من يفعل ذلك برد عنيف؟ فلماذا لم يؤمن هذه المنشآت وتركها «سداح مداح»؟ أم أن هناك من حاول استدراج الشباب إلى فخ ما؟ لك أن تتذكر فى هذا السياق تحذيرات اللواء الروينى من أحداث العباسية قبلها بساعات كأنه جايبها من الكنترول، ثم ألم يعلن شباب الثورة أنهم سيقفون فى «التحرير» فقط، وأنهم غير مسؤولين عما يحدث خارجه؟ فلماذا لم يؤمن الجيش موقع وزارة الداخلية كما فعل يوم 8 يوليو؟ علامات استفهام كثيرة.. وعلينا السؤال.. وعلى «الأيام» الإجابة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود احمد
لكى الله يامصر
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير
صحيح
عدد الردود 0
بواسطة:
ابورنا
كلامك مظبوط
كلامك صح
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى مكاوى صحفية
تحليل صائب تماما !
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
السعودية
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الواحد
ربنا ستر
عدد الردود 0
بواسطة:
وحيد
تحليل رائع !
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر رزيق-USA
الأحداث الأخيرة مصدر قلق ... أرجو أن لا يكون فخ نصبناه و وقعنا فيه
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
مسح السبوره
عدد الردود 0
بواسطة:
معجب بسمورة
كل مرة اعلق عليك