بعد الاعتذار للقراء عن عدم انتظامى فى الكتابة خلال الشهر الكريم نظرا لانشغالى بمتابعة الشارع السياسى المصرى والشارع الإعلامى.. أحب أن أوضح أن ما حدث فى رمضان الماضى على الصعيد الإعلامى والصحفى جعلنى أصفه بـ«الشارع» نظرا لعشوائية المشهد العام فيه بقدر أتاح لكل من هب ودب أن يطل علينا من شاشة أو يبدى رأيا غير محمود فى مقال أو حوار.
كان اللافت للنظر هذا الكم المهول من البرامج التى أتاحت لفلول النظام الفاسد وأتباعه ومريديه الدفاع عن أفكارهم والهجوم على الثورة وصناعها، بل أغراضها النبيلة حتى ذهب بعضهم لمحاولة إقناع الجماهير العريضة بالعودة إلى الوراء، وأن ما كان فى عهد الرئيس المخلوع هو الأفضل.
إلا أن ما شغلنى فعلا هو كيف سمح القائمون على حكم البلاد بهذا الوضع، بل مر عليهم مرور الكرام وكأن شيئا لم يحدث، ويستاءون عندما يتهمهم من دعوا للثورة بأنهم جزء لا يتجزأ من النظام السابق، وأعنى هنا المجلس العسكرى الحاكم الذى يقف مترصدا لأصوات إعلامية أو ثورية لا تبتغى سوى نجاح الثورة ومصلحة البلاد.. أم أن وقتهم الثمين لا مكان فيه سوى لمحاكمة الثوار الأحرار عسكريا!!
قد يعلو صوت أو أصوات عدة تنادى بأن حرية الرأى مكفولة للجميع، وأن مصر الثورة يجب أن تحرس هذه الحرية وتنميها وتعمل كل ما فى وسعها للحفاظ عليها، ولكننى لم أر أو أسمع أو أقرأ فى حياتى أن أعداء أى ثورة فى التاريخ كانت لديهم هذه القدرة على التبجح على ثورة ما، أو أن أى حكم ثورى سمح بمثل هذا من قبل.. ونعلم جميعا أن أعداء الثورات دائما ما يهربون إلى داخل جحورهم للتخطيط والإفشال.
وعتاب أخير للصديق بلال فضل على رسالته إلى المشير، فقد أعطانى فيها انطباعا – لا أعلم إن كان يشاركنى فيه البعض أو الكل – أنها رسالة إلى الوالى / الحاكم / الرئيس.. ما كتبته يا صديقى العزيز فيه ارتداد عن أى مبدأ ثورى، ولنا فى هذا حديث آخر.
أخيرا خرج علينا المجلس العسكرى بالقانونين 108 و109 الخاصين بانتخابات مجلسى الشعب والشورى، فرفضتهم جميع القوى الساسية بدون أى استثناء يذكر، إلا أن المجلس أصر على موقفه، وكأنه لا صوت فى البلاد إلا صوته، بل زاد على ذلك بتقسيمه للدوائر الانتخابية التى لن تخدم سوى مصالح فلول النظام الفاسد رغم أنف ألوان الطيف السياسى وكأن مصر لا يوجد بها غيره لأجدنى متسائلا: هل قامت الثورة أم أنه حلم جميل؟!
أحبوا مصر غفر الله لكم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الفساد
عدد الردود 0
بواسطة:
وديع
كانت حلم
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب الطباخ
نعم... قامت الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
د/اسماعيل
من يشعر بنجاح تلك الثورة هو من يكون أقرب كثيرا الى الله
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
مبسوط منك
عدد الردود 0
بواسطة:
ميمي
red تاني
عدد الردود 0
بواسطة:
marwa
مصر محتاجالك