مأساة حقيقية عشتها بنفسى مساء الخميس الماضى فوق كوبرى المنيب المعادى، وهو طريق دائرى طويل يفترض أن يكون طريقًا رئيسيًا مؤمنًا ومحصنًا ضد أى شكل للبلطجة والعبث والتخريب، وخطورة مثل هذه الطرق أنها البديل الطبيعى لزحام الطرق التقليدية، وكان تنفيذها لإنقاذ الشوارع الرئيسية، ولتطوير شبكة الاتصالات المرورية لتكون مكملة للخريطة المرورية وليست منفصلة.. أما أن أتعرض وأنا فى طريقى إلى المعادى إلى قطاع طرق فوق الكوبرى عن طريق وضع أحجار أمام سيارتى والسيارات المجاورة، فهذا مؤشر خطير ومرعب لمزيد من الفوضى والتشتيت الأمنى الذى لا مثيل له، والذى تفاقم طوال يوم الجمعة فى مظاهرات التحرير، والتى أسميها بالتظاهرات غير المسؤولة وغير المدروسة، والتى كان من نتائجها حرق جزء من وزارة الداخلية التى هى رمز الأمن المصرى واستقراره، وهدم الجدار المواجه للسفارة الإسرائيلية واقتحامها وإلقاء أوراق مكاتبها فى الشارع.. وهى سابقة لم نعرف لها أى مثيل من قبل، كان من نتائجها مغادرة السفير ومعاونيه إلى تل أبيب، ولا نعرف ماذا بعد.
وهذه الأشكال المتنوعة من الفراغ الأمنى ليست مجرد فجوة تختفى أو تتناقص بين يوم وآخر، بل إنها تزيد فى اطراد وتصاعد، فما حدث فى أعلى الكوبرى لى سلوك شاذ بشع ساعدته الأوضاع السائدة، ولم نكن نعرفه من قبل.. وعرفنا أثناء إيقاف السيارات فوق الكوبرى أن أهالى منطقة أسفل الكوبرى يتضررون من تفاقم أزمة الصرف الصحى التى بدأت منذ ثلاث سنوات ووعدتهم الحكومة وقتها بإنشاء شبكة صرف صحى متكاملة ولم تنشئ شيئا حتى اليوم، وكانت النتيجة أن زحفت المجارى إلى الشوارع والمنازل وهددت البيوت والناس والأطفال، وهذه قضية نتحمس لها ونطلب حلها، لكن أن تتحول هذه المشاكل الحياتية إلى ترويع الناس وتفزيعهم.. فما ذنب الجماهير فوق الكوبرى داخل سياراتهم وقد توقفت السيارات وانتشر بكثافة صراخ البنات والسيدات والأطفال، وأنا شخصيًا أحسست بذهول، لأن هذا معناه أن البلطجة قد انتصرت والمشهد المصرى أصبح هو الفزع واستفزاز الجماهير لبعضها البعض، ما معنى ما يحدث؟!
ليس له معنى سوى أن الدولة لابد أن تسعى لدورها، وأن الأمن لابد أن يحتل موقعه، وأن يشهر السلاح فى وجه أى معتد ضد أمن الناس، لم يعد هناك فرصة للتهاون، وحسنًا أن أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة مؤخرًا قرارًا بالتصدى لمن هم ضد مصالح الناس، والمطلوب تفعيل هذا القانون وتدعيمه، حتى لا نصبح رهنًا للبلطجة التى نالت كل ما هو ضد مصالح الناس وتعطيل أعمالهم.. اليوم نرى تعطيل قطارات وطرق وعزل محافظات عن بعضها كما حدث فى أسوان من بعض الإخوة النوبيين الذين أشعلوا النار فى منطقة بمحافظة أسوان بعد عدم تلبية احتياجاتهم.
ما يحدث فى مصر خطير، والسئوال على ألسنة النشطاء وعلى ألسنة الناس هل الثورة أن تصبح مصر هكذا؟ أما آن لهذه الفوضى أن تزول قبل أن تتحول مصرنا الجميلة إلى حرب حارات!! أنا أطالب بحكم يليق بكرامة مصر ويعيد لنا الأمن والأمان ولا أجد حرجا أن يستمر المجلس الأعلى للقوات المسحلة فى إدارة شؤون البلاد عامين على الأقل حتى نستقر على انتخابات الرئيس الجديد، وحتى تزول المخاوف فى الشارع المصرى، فكيف نأمن على مستقبل أولادنا وعلى ديارنا وعلى سير الحياة بأفضل الطرق، ولعل هذا مطلب الناس، فمن الحكمة أن يستمر الحكم العسكرى عامين على الأقل، يمهد باستقرار كامل فى أنحاء مصر وضواحيها وعلاقتنا بالحدود ودول الجوار، ثم كيف يدار البلد بهذه الانفعالات الشبابية غير المسؤولة؟! ألا يوجد رجل حكيم قوى يوجههم ويرشدهم ويجلسون خلفه ليعرفوا ماذا يفعلون، ثم هذه الائتلافات الثورية التى تجاوزت المائة، من يجمعها فى واحدة وفى صف واحد.. وهذه المتاهات التى لا تقبل الشك، إنها تقودنا نحو المجهول.. ماذا نحن فاعلون إزاءها؟!
إن مصر فى خطر، والخطر لا يزال يمكن القبض على أطرافه وإطفاء حرائقه، ولكن لابد من تفعيل قانون المجلس الأعلى للقوات المسلحة لكى نقبض بيد من حديد على كل من يتجاوز حتى يستطيع المواطن الشريف كيف يعيش وكيف تستقيم حياته.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
الفتنة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
كلام جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
أوافقك الرأي تماما