وزير العدل، المستشار محمد عبدالعزيز الجندى، كرر القصة نفسها التى رددها من قبل الدكتور يحيى الجمل، حول وجود مؤامرة على مصر بتمويل كبير من بعض دول الجوار، ولم تبتعد هذه القصة عما صرح به وزير الإعلام أسامة هيكل، بعد الإعلان عن وقف تراخيص الفضائيات، وكانت قصة المؤامرة هى محور الحديث عن تفعيل قانون الطوارئ، وكانت هذه القصة أيضا هى الشغل الشاغل لوزارة أحمد شفيق، قبل وبعد إجبار مبارك على التنحى.
وجود المؤامرة أمر محتمل بكل تأكيد، لكن مشكلتى الوحيدة هى فى طبيعة هذه المؤامرة التى تخيف الحكومة إلى هذا الحد.. ما هى تحديدًا؟، وما الذى تهدف إليه؟، ومن الذى يموّلها من دول الجوار؟، وهل دول الجوار هى إسرائيل مثلا، أم أن المقصود بلدان عربية بعينها؟، وإن كانت المؤامرة واضحة لماذا تتركنا الحكومة نهبًا للتقديرات الخاطئة، أو الشائعات غير الموثقة، ولا تتحلى بشجاعة إعلان التفاصيل؟
يمكننا أن نصدّق فكرة وجود المؤامرة، لكننا لا يمكننا أن نستسلم لتقديم تنازلات سياسية وصحفية طوعًا، استنادًا لمؤامرة لا نعرف عنها شيئا، ولم يدعُنا أحد للمشاركة فى مواجهتها، لا ينبغى أن نسدد فاتورة هذه المؤامرة من حرياتنا جميعا.