لم أتصور ما حكاه لى صديقى الروائى وبلدياتى الموهوب وحيد الطويلة زوج المذيعة المصرية منى سلمان مذيعة قناة الجزيرة، والتى تجسد التواجد المصرى المشرف على هذه القناة.. الحكاية حادثة مفجعة لمن لم يسمع عنها، كان وحيد يقود سيارته مصطحبا زوجته منى بعد انتهاء برنامجها المباشر، وبعد أن خرجا من بوابة مدينة الإنتاج الإعلامى بعد منتصف الليل وعلى بعد عدة أمتار من بوابة المدينة وقبل الانحراف يمينا لطريق الواحات فوجئ وحيد بسيارة أمامه تقف بالعرض وبثلاثة مسلحين ينزلون منها يتجهون ناحية الشمال حيث تجلس «منى» ويفتحون باب السيارة من ناحيتها، وللأسف لم يكن الباب «مسوجر» فأمسكها أحدهم من ذراعها بينما وحيد يحاول أن يشدها ناحيته رغم أنه فوجئ بمن يضع مسدسا على رأسه ويشده بقوة ليخرج من السيارة، المهم هذا المشهد كان على مرأى من بعض رجال أمن مدينة الإنتاج الإعلامى ولم يتحرك أحد، وانتهى المشهد بأن وحيد قايضهم وعرض عليهم أن يأخذوا كل شىء معه بما فيها السيارة ويتركوه حيا هو وزوجته المذيعة ففعلوا ذلك وفروا بالسيارة، هذه الأحداث عادية ومنطقية حتى الآن، وصارت من حكايات المصريين اليومية منذ حادثة بسمة وعمرو حمزاوى وبعدها الكتاتنى وغيرهم، ويوميا أسمع عشرات الحكايات مثل خطف سيارة صديقى الفنان أحمد عزمى، وكذلك سيارة المؤلف محمد صفاء عامر المرسيدس، وحسب صديق لى متخصص فى سيارات «الكيا» هناك 15 ألف سيارة كيا سيراتو سرقت خلال الأسبوعين الماضيين، والله يعوض على أصحابها، لكن ما حكاه لى صديقى الأديب وحيد الطويلة وهو الذى عاش معظم سنوات عمره خارج مصر فى بلاد أوروبية وعربية كممثل دبلوماسى لجامعة الدول العربية يثير الغيظ مع عشرات الأسئلة وعلامات التعجب.. قال وحيد إنه جرى نحو بوابة مدينة الإنتاج الإعلامى مستغيثا بهم وسألهم كيف لم تبلغوا البوليس، كيف لم تتحركوا ونحن فى حرم المدينة وأنتم مسؤولون عن أمن المدينة وكل من يعمل بها؟ فقالوا له نحن غير مسلحين، فقام بالاتصال بشرطة النجدة وهنا فوجئ بوجود سيارة داخل مدينة الإنتاج الإعلامى، ماذا تفعل بداخلها لا خارجها، الله أعلم.. المهم طلب منهم الإسراع بتعقب السيارة وهو معهم لأنه يحفظ شكلها، لكن ضابط وأمين الشرطة بالنجدة رفضا لأن مهمتهم هى فقط الإبلاغ وليس تعقب المجرمين، وهذا شىء أسمعه لأول مرة، ففى كل بقاع الدنيا تكون وظيفة سيارة الشرطة تعقب المجرم وعدم وقوع أو اكتمال وقوع الجريمة، لقد حدثنى صديقى وحيد وزوجته منى عن الحادثة وهما فى غاية الإحباط، ويرددون نفس الكلام الذى يردده الكثيرون للأسف، الجميع يسأل نفس السؤال هل هذه هى الثورة التى حلمنا بها؟ وإجابتى ببساطة أن قوى الثورة المضادة غاية أمانيها الآن أن يكفر الثوريون بالثورة، ما بالكم بحزب «الكنبة» الذى صمت دهرا ثم تحرك وشارك بعد أن اكتشف مستنقعات الفساد وبرك الطغيان التى أغرق فيها مبارك مصر كلها.. صدقونى إن سكان طرة من نظام مبارك وولديه خصوصاً رأس الأفعى الأشيب لا يزالون يحركون جماعات البلطجية ويدفعون لهم كى يشوهوا الثورة ويحلموا بالقضاء عليها والالتفاف حول مطالبها ليعودوا كما صوروا لأتباعهم يحكمون مصر أخرى ويتحكمون فى ثرواتها، فلول مبارك يحركون بلطجية الشوارع والمسجلين خطر، ولذلك أنا مندهش من وزير الداخلية لماذا لا يجمعهم مرة واحدة حتى لو استخدم قانون الطوارئ، لماذا يسكت عنهم؟ أليس ما حدث أمام وزارة الداخلية ومديرية الجيزة وكاد يسبب كارثة تدمر حديقة الحيوان وتمثال نهضة مصر وحديقة الأورمان، أليس بكاف ليؤكد الخطة المحكمة لإشاعة الفوضى فى مصر وتفكيك مؤسسات الدولة باسم الثورة وتشويها لها، هؤلاء هم بلطجية وميلشيات «العادلى / عز / جمال»، إلى متى يترك هؤلاء يروعون المصريين وتنتشر فى أياديهم الأسلحة من كل نوع؟ إلى متى نصرخ مطالبين بالأمان فى بيوتنا وشوارعنا.
وأقترح على وزير الداخلية عقد مؤتمر فورى يشارك فيه كل خبراء الأمن فى العالم وكل رموز القوى السياسية، وتطرح فيه كل الأبحاث والآراء للخروج بروشتة علاج للحالة الأمنية المتردية فى مصر الآن.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
علامات استفهام كثيرة
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو المصرى
برافو
كلام جميل يستحق الاشادة يا أبو ميار
عدد الردود 0
بواسطة:
فاروق صديق
الثوريون هم من يتسببوا فى إجهاض الثوره