سعيد الشحات

خالد عبدالناصر

الجمعة، 16 سبتمبر 2011 07:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرقد الآن الدكتور خالد جمال عبدالناصر فى المستشفى ليواجه محنة مرض صعب، بعد شهور من إجرائه عملية جراحية صعبة فى لندن.

قبل شهر رمضان الماضى تحدثت معه للاطمئنان عليه، وعلمت منه أنه تعرض لغيبوبة كبدية، وسألنى عن أحوال السياسة فى مصر بعد ثورة 25 يناير، التى وقفت محنة المرض عائقا أمام مشاركته فيها، إلا أن أبناءه كانوا فى ميدان التحرير طوال فترة الثورة.

عرفته منذ 20 عاماً واقتربت منه فى الـ 10 أعوام الأخيرة، وشاهدته ضاحكاً وباكياً، ونزل ضيفا أكثر من مرة على بيتى بقرية كوم الأطرون مركز طوخ قليوبية، ولا أنسى حشود البسطاء والفلاحين وهم يتدافعون عليه، ويقاوم إصرار البعض على تقبيل يديه، قائلين له: «إنت الغالى ابن الغالى»، ليقول لى بتأثر: «الله يرحمك يا عبدالناصر اللى عملته مماتش».

قال خالد هذه الكلمة عن عبدالناصر كزعيم وليس كوالد، فهو وكما عرفت منه استطاع بعد معاناة طويلة الفصل بين الحالتين، حتى توصل إلى أن عبدالناصر السياسى ملك لأمته ومن حقها تقييم ما فعله، لكنه يودع ذلك لو تطاول أحد عليه كإنسان، لأنه كأب عاش بسيطا ينفق على أولاده من راتبه الخاص، وغادر الدنيا دون أن يمتلك مالا أو عقارا.

حاول خالد أن يشق طريقه السياسى بطريقته الخاصة فزود نفسه بالمعرفة السياسية والشعر والرواية والتاريخ، وخرج أثناء الثمانينيات خطيبا فى مؤتمرات حاشدة يحذر من سياسات النظام، وشارك فى مظاهرات تضامنا مع سليمان خاطر، وبلغ الذروة باتهامه فى قضية تنظيم «ثورة مصر» عام 1988، الذى قاده عسكريا البطل الراحل محمود نور الدين، ونفذ ثلاث عمليات مسلحة ضد عناصر للموساد فى مصر، كانوا يتواجدون تحت ستار دبلوماسى فى السفارة الإسرائيلية، وخرج خالد وقتها إلى يوغسلافيا ثلاث سنوات ليعود إلى مصر بعدها، ورحلت خلالها والدته السيدة الجليلة تحية عبدالناصر، ومما أذكره، قوله لى إن والدته حين زارته فى يوغسلافيا قالت له: «كل ده يا ابنى علشان اتنين صهاينة»، فى إشارة منها على اثنين إسرائيليين تم قتلهما بواسطة التنظيم.

فى سيرة خالد الكثير مما يقال، ولا تتسع هذه المساحة لذكرها، فادعوا له جميعا بالشفاء.

هذا المقال تمت كتابته قبل وفاة د. خالد عبد الناصر





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة