أحمد دومه

«مسخرة الطوارئ»

السبت، 17 سبتمبر 2011 03:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن المجلس العسكرى لم يعِ بعد الدرس الذى ألقاه الشعب المصرى بدءًا من يوم الخامس والعشرين من يناير، ولم يفهم جيدًا أن الشارع الذى انفجر فى وجه الطغاة ودفع لذلك الدم والروح والحياة لا يمكن بأية حال أن يتراجع عمّا بدأه، أو يحيد عن طريق الثورة والكرامة والحرية.

ويبدو أيضًا أن جمعة «تصحيح المسار» - على عكس ما يراه الكثيرون - كانت اسمًا على مسمى، حيث إنه للمرة الأولى تصحح الثورة رؤيتها عن السلمية التى لا تعنى أبدًا التخاذل ولا التراجع، بل تعنى التقدم والتصعيد دائمًا مادامت السلطة تتجاهل تطلعات الشعب، وللمرة الأولى كذلك تتوجه أنظار الثورة لعدوِّها الحقيقى والأخطر الذى حرّك مبارك، ويحرّك السعوديّة ودول الخليج، وهناك من يرى أنه يحاول استخدام المجلس العسكرى أيضًا الآن للقضاء على الثورة التى قامت، وللعمل جاهدين كى لا تقوم لهذا البلد قائمة، طبعًا أقصد «الكيان الصهيونى». وعلى الرغم من كون ما حدث فى بداية مسيرة «هدم الجدار» والتى دعت لها حركة «شباب الثورة العربية» مخططًا له من قبل، إلا أن المجلس العسكرى هاله ما رأى من الشباب الذين تُرك لهم الباب «مواربًا» حتى يهدموا الجدار فيخرج هو ليقول للغرب إنه لا يوجد فى مصر حامٍ لمصالحهم سواه، لكن الأمر خرج عن السيطرة، وحدث ما لم يكن فى الحسبان، وتم اقتحام السفارة، فقرر المجلس معاقبة الجميع بالاعتقال والضرب، ثم أخيرًا قرر معاقبة الشعب كله بإعلان إعادة تفعيل قانون «الطوارئ» المشين وتعديله ليطال كل صاحب صوت ورأى، وفكر.

ورغم أن الكثيرين يغفلون حقيقة أن قانون الطوارئ لم يعلق أصلاً ونحن تحت وطأته حتى بعد الثورة، بل إن المجلس العسكرى زاد فى استثنائيته وفعل كما يرى البعض- ما لم يكن يجرؤ مبارك نفسه على فعله بـ «الطوارئ»، ورغم أن الكثيرين أيضًا يرون فيما حدث انتكاسة خطيرة للثورة، فإننى أؤمن تمامًا بأن كل فعل أحمق تقدم عليه سلطة مستبدّة ما، إنما تعجِّل بنهاية هذه السلطة، وتعجِّل - كذلك - فى اندلاع الثورة ونجاحها.

وإذا كان المجلس العسكرى جادّا فى قوله بالرغبة فى السيطرة على الانفلات الأمنى -الذى هو سببه أصلاً - فعليه أن يرينا من نفسه خيرًا فيحاكم ويعاقب كل المجرمين من ضباط الداخلية وأفرادها الذين قتلوا وعذّبوا وانتهكوا الحرمات، بدلاً من ترقيتهم ونقلهم إلى أماكن أخرى حتى يتواروا عن الأنظار، ومن قبلهم يعزل «منصور العيسوى» المسؤول الأول - بعد المجلس - عن هذا كله، بدلاً من فرض حالة طورائ لن تأتى بجديد غير زيادة الغليان، وارتفاع الحالة الثورية لدى الجميع، وبالتالى «نجاح الثورة».
«المجد للشهداء.. النصر للشعب».








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

alraian

اللهم لا اعتراض

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى

الى حرق اقسام الشرطة هو المسئول عن الانفلات الامنى

ولا هتفضلوا تضحكوا على الناس كتير

عدد الردود 0

بواسطة:

mahmoud

الى رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

منكوا لله

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

مصيبة

عدد الردود 0

بواسطة:

رامى

الحمد لله ان شباب الثورة فاهم وواعى

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

إنت مفـروض يتطـبق عليك هـذا القانون

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد بهاء

الله عليك يابطل الابطال

كبير من يومك يااستاذ احمد ياريت الناس كلها زيك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

الطوارئ

روح يا شيخ الله ينتقم منك

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

إبســط يا دومه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة