عادل السنهورى

خالد ابن "الزعيم"

السبت، 17 سبتمبر 2011 08:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يعش الدكتور خالد جمال عبدالناصر حياة «ابن الزعيم» وحياة الرغد والرفاهية لأبناء الرؤساء طوال فترة حكم أبيه الذى فرض عليهم ممارسة الحياة الطبيعية البسيطة مثل باقى أفراد الشعب الذى انتمى إليه الزعيم الراحل وعمل من أجل توفير الحياة الكريمة له وضحى بالكثير من أجله.

فى البيت والمدرسة والجامعة لم يشعر أقران وأصدقاء خالد أنه ابن الزعيم سواء بتعليمات مباشرة من الرئيس عبدالناصر أو بحكم التربية والعادات والتقاليد التى تربى عليها خالد وأشقاؤه داخل بيت الرئيس التى لم تختلف عن حياة باقى أبناء الشعب.

لم يعرف الناس أن للرئيس ابنا اسمه خالد إلا من خلال كلمات صلاح جاهين وغناء عبدالحليم حافظ عندما غنى «أبوخالد نوارة بلدى»، فقد رفض الرئيس أن تمارس زوجته وأبناؤه السياسة والظهور فى وسائل الإعلام ومنحهم أى ميزة اجتماعية عن باقى أفراد الشعب.

يتذكر خالد المشادة التى وقعت بينه وبين أحد التلاميذ فى المدرسة الثانوية وكيف عاتبه والده وعنفه واتصل بمدير المدرسة والتنبيه عليه بعدم المساس بالتلميذ ومعاملة خالد مثله مثل باقى التلاميذ، فقد كان والده حساسا جدا من أن يستغل أحد أبنائه أنهم أبناء الرئيس.
يتذكر أيضا عندما كان يركب إلى جوار أبيه فى السيارة، ويجدان شابا أو طفلا يمشى على قدميه، أو ثيابه مهملة، كان ناصر يتألم كثيرا ويسرح بعيداً ويقول له: شايف يا خالد.. إمتى دول يبقوا زيك؟

ويحكى كيف كان يوم الأربعاء من كل أسبوع يوم «البصارة» داخل بيت الرئيس، وكانت الملوخية طبق الرئيس المفضل غير أنه ذات يوم لاحظ خالد على مائدة الطعام طبقا غريبا، لا هو ملوخية ولا هو «خبيزة» وكان هذا الخضار الغريب هو الـ«رجلة» وأكل أبناء الرئيس وأسرته الرجلة باستمتاع شديد ربما بتأثير استمتاع عبدالناصر بطعمها.
عانى خالد وأشقاؤه من التقشف فى حياة أبيه برغبة والتزام، وتجرع مرارة حملات الهجوم الظالمة على والده بعد وفاته وقضى 4 سنوات مطاردا فى يوغسلافيا بعد اتهامه فى تنظيم ثورة مصر، فلم يحضر جنازة والدته السيدة تحية عبدالناصر فى مارس 1990.
كان كل ما» يريده خالد قبل مرضه «الستر له ولأولاده» مثلما كان يتمنى والده لأبناء. رحم الله خالد عبدالناصر ورحم والده ووالدته.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة