تجنبت كثيرا الخوض فى تحليل الخطاب السلفى تجاه الأقباط لاعتبارين أساسيين: الأول حتى لا تتسع مساحة الاستقطاب القائمة فى الشارع وما يستتبعها من نفور، وثانيا: حتى لا يتسبب ذلك فى إضفاء مزيد من التوجس فى العلاقات بين المختلفين فى الدين، وقد كنت ومازلت من الداعين إلى «قبول الاختلاف»، لأنه لا تستقيم الحياة فى المجتمع المصرى دون أن يتقبل الجميع بعضهم بعضا، ليس وفق تصورات خاصة بهم عن الآخر المختلف، ولكن كما يريد أن يعرف نفسه للآخرين.
وقد لاحظت خلال الشهور الماضية أن التيار السلفى يتطور، وينتقل من مرحلة لأخرى، ويسعى للتواصل مع المجتمع بشكل أفضل. وسمعت من أحد المفكرين الإسلاميين يوما تحليلا مهما أن التيار السلفى يبدأ سلم العمل العام من أوله، ولذلك يتعلم يوما بعد يوم، وسوف يتطور عبر الزمن. هذا التحليل يبدو منطقيا فقد كان التيار السلفى مبتعدا عن السياسة، وفجأة ظهر فى قلبها، ويريد أن يلعب دورا فى الحياة السياسية. هذا حقه لأنه تيار يضم مواطنين، ومن حقهم-دستوريا- أن يعيشوا مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات.
الإشكالية الحقيقية، التى بدأت تتضح معالمها، أن هذا التيار ليس فقط «محدث سياسة»، لكنه لا يحمل وجدانا مصريا. ما يصدر عن قيادات فاعلة فيه لا يدخل فى إطار الفهم الصحيح للمجتمع المصرى، الغنى بتعدده الدينى والثقافى والسياسى. وكنت أتمنى ألا ينزلق فى هذا المنحدر، ويتخذ من الحالة الجديدة التى تمر بها مصر فرصة للإسهام فى مشروع نهضتها، ولاسيما أنه يحمل ضميرا دينيا يريد أن يرسخ القيم فى المجتمع.
من دلائل غياب الوجدان الوطنى فى الخطاب السلفى اتهام الأقباط بالكفر، على النحو الذى صرح به أحد قادته الكبار بالإسكندرية، والتصريح المستمر بأن «النصارى» ليسوا مواطنين فى الدولة، لكنهم «أهل ذمة»، لهم البر والعدل، وليس لهم حقوق المواطنة. فإلاسلام- فى التصور السلفى- لا يعرف المواطنة، وكل أرض المسلمين هى وطن، والمسلم فى آخر الدنيا أقرب إلى المسلم المصرى من جاره القبطى، الخ. وهناك من شيوخ السلفية من يطلق العبارات القاسية التى تنال من المسيحى فى معتقداته، ونظرة المجتمع إليه، وذهب فى بعض الحالات إلى الحديث بأن المسيحى الذى لا يقبل نظام الحكم الإسلامى- فى تصوره- يمكنه أن يرحل.
لا يصح أن يستمر مثل هذا الخطاب، ولا أن ندرجه فى إطار «حرية الرأى والتعبير» لأن تسفيه المختلف دينيا، والحض على انتقاص حقوقه، ووضعه فى «هامش المجتمع» ليس من قبيل حرية الرأى.
فى مناسبات كثيرة انتقدت من يطلق عليهم العلمانيين من حيث عدم قدرتهم على تطوير خطاب يصل إلى جموع المواطنين، ولم أرتح كثيرا إلى هجومهم المستمر على الإسلاميين لمجرد أنهم يعملون، ويسعون إلى الحكم، اليوم أتصور أن الإسلاميين بحاجة إلى إعادة فحص خطاباتهم، وأن يكونوا أكثر جرأة على نقد الأحاديث التى تسبب جرحا للآخرين فى مواطنتهم، ومعتقدهم الدينى.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري
يبدو أن الكاتب لا يفهم ولم يقرأ عن الإسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
مهاجر النوبي
يا أستاذ / سامح ( ما هكذا تورد الإبل )
عدد الردود 0
بواسطة:
حمادة المعداوي
مجرد تنبيه
عدد الردود 0
بواسطة:
سالم المصري
والاقباط بيقولو ايه على المسلمين
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
نرجوا الإنصاف
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو حمزه الوليد
ما ذنبا انكم لاتعلمون
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى افندى
الفاتحة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
شكرا للمقال الجميل
عدد الردود 0
بواسطة:
سلفى ولله الحمد
الاخ صاحب التعليق رقم 7 المصرى افندى
عدد الردود 0
بواسطة:
فرعون
الى كل المعلقيين اهداء تعليق 6