يبدو أن مبادرة وزير الإعلام أسامة هيكل، بتبنى المواهب الغنائية وإطلاق مشروع فنى لإنتاج العديد من الأغانى الوطنية بأصوات كبار المطربين، ومن ألحان نجوم التلحين فى مصر، قد أثار حفيظة بعض كتاب الدراما، حيث يرى بعضهم أن هذه المبادرة تحمل تجاهلا واضحا لصناعة الدراما التى تعانى تدهورا واضحا فى الفترة الماضية، خصوصا مع تريث العديد من منتجى القطاع الخاص وتأجيلهم مشروعات درامية عديدة، ومنها مشروعات لكبار الكتاب والمخرجين، لذلك ستجد أن بعض الكتاب والمخرجين فى حواراتهم وجلساتهم الخاصة يتهمون وزارة الإعلام وقطاع الإنتاج بالتواطؤ مع الفضائيات العربية بهدف تقزيم الدراما المصرية، مؤكدين أن موقف اتحاد الإذاعة والتليفزيون غامض وغير مفهوم تماما تجاه الملف الدرامى.
وذهب البعض إلى أن ما يحدث يتفق مع رغبة بعض الفضائيات العربية لتبطيط الدراما المصرية على حساب الدراما السورية أو التركية مثلا، وفى ظنى أن هذه الاتهامات تحمل قدرا كبيرا من المبالغة، ولا أقول ذلك من باب الدفاع عن وزارة الإعلام المصرية، أو اتحاد الإذاعة والتليفزيون، خصوصا أن التساؤلات والاتهامات حول الملف الدرامى، هى اتهامات ليست بجديدة، والكثير من كتاب الدراما المصرية ومخرجيها يعرفون ولعلهم يتذكرون عدد الدعوات التى انطلقت على مدار الأعوام السابقة، بهدف إنقاذ الدراما المصرية، وهناك أيضا العديد من المؤتمرات التى أقيمت لمناقشة تدنى الدراما المصرية، وذلك فى عهد وزيرى الإعلام السابقين ممدوح البلتاجى، ومن بعده أنس الفقى، خصوصا فى ظل التفوق الذى شهدته الدراما السورية فى السنوات الماضية، ولكن يبدو أن كتاب الدراما الكبار والذى نعتز بهم نسوا أو تناسوا هذه المحاولات، رغم أن بعضهم شارك فى هذه المؤتمرات بتقديم اقتراحات، وأوراق عمل، وضعت أغلبها وللأسف فى الأدراج، ولم يتم الالتفات إليها، ورغم ذلك شهدت الدراما المصرية طفرة فى السنوات الثلاث الأخيرة بمجهود القطاع الخاص، وهى الطفرة التى أثارت غيرة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فاضطر إلى أن يشارك بعض هؤلاء المنتجين، أو أضعف الإيمان كان يقوم بشراء أعمالهم، وكل ما أرغب فى التأكيد عليه، هو أن كتاب الدراما من حقهم أن يشعروا بالإحباط، ولكن لا يجب أن يتم ذلك بالثورة على قرار وزير الإعلام بإطلاق مشروع غنائى، أو إطلاق اتهامات جزافية بأن الوزير يقف ضد الدراما المصرية، خصوصا أن الإعلام المصرى بكل قطاعاته يحتاج إلى ثورة حقيقية، وقد تكون مبادرة الغناء هى الأولى فى سلسلة النهضة التى يجب أن تشهدها الثقافة المصرية، فالغناء المصرى أيضا شهد تراجعا كبيرا فى السنوات الماضية، وتجاهلت «صوت القاهرة» العديد من المواهب المصرية رغم الدور الريادى الذى كان من الممكن أن تقوم به.. نحن فى حاجة إلى ثورة جديدة فى طريقة تعاطينا مع الفنون بكل أشكالها، وكل ما نطمع فيه أن تكون الخطوة المقبلة تتعلق بالدراما المصرية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد محمد علي
انقاذ الدراما بخروج الفاسدين