حالة الإرهاب التى يمارسها الإعلام ومن خلفه المجلس العسكرى والحكومة للفئات التى تبحث عن حقوقها بالتظاهر أو الاعتصام لا تتوافق أبدا مع الحالة الثورية التى تعيشها مصر، أو مع عصر الديمقراطية وحرية التعبير الذى نسعى جميعا للدخول من بابه، وكما قلنا سابقا سنعود لنقول من تانى إنه لم تقم ثورة فى مصر ولم يسقط شهداء لكى يتم فرض قوانين مثل الطوارئ، وتجريم الاعتصامات، ورفع شعار نظام مبارك الشهير «مش وقته.. وضع البلد لا يسمح»، طبعا هذا بخلاف تصدير الاتهام الأشهر «تعطيل عجلة الإنتاج» فى وجه كل من خرج ليطالب بحقه أو بتعديل أوضاعه.
ولا أعرف كيف يتكلم المجلس العسكرى وحكومة الدكتور شرف والسادة الكارهون للاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات عن حرية الرأى والتعبير والسير نحو الديمقراطية، وهم يقمعون ويرفضون أهم وسائل حرية التعبير وأكثرها سلمية، صحيح أن بعض التظاهرات الفئوية تشهد تطورات تخرج بها عن الإطار السلمى القانونى، وتحولها إلى جريمة، ولكن هذا لا يعنى أبدا دخول التظاهر والاعتصام تحت بند الجرائم، لأن الخطأ هنا خطأ استخدام وليس عيبا فى الأداة، بالإضافة إلى أن الدولة نفسها هى المساهم الرئيسى فى حالة الانفلات التى تصيب بعض الاعتصامات أو الاحتجاجات، إما بسبب طول صمتها الذى يصل إلى حد «الطناش» وأنتم أدرى بما يضعه التجاهل من غضب فى صدور الناس، أو بسبب امتناع الدولة عن ردع بعض التجاوزات فى عدد من المظاهرات، مثلما فعلت حينما قطع أهالى قنا شريط السكة الحديد لطرد المحافظ، فتخيل كل متظاهر بعد ذلك أن الدولة أضعف من أن تحافظ على هيبتها باستخدام القانون.
الكلام السابق كله مقدمة طويلة، ولكنها ضرورية للتأكيد على حق المعلمين فى الإضراب السلمى والمشروع من أجل تحقيق مطالبهم التى تبدو من كل الزوايا عادلة وطبيعية، فلا أحد يرضى أن نضع على عاتق المدرسين مهمة صناعة أجيال بمرتبات لا تتجاز 300 جنيه، أو عقود مؤقتة تمنحهم 2 جنيه فى الحصة الواحدة، ولا أحد يرضى بأن نضع على عاتق المدرسين مهمة صياغة عقول الأجيال القادمة، وهم يعملون داخل فصول بها 40 أو 50 طالبا، ولا أحد يرضى أن نضع الآلاف من المدرسين داخل قاعات الامتحانات لمدة عامين ونختبرهم مثل الصغار فى إطار منظومة الكادر ثم يكتشفوا أن الكادر وحسناته لم يزر جيوب المدرسين ولم يضاعف مرتباتهم الهزيلة.
من حق المدرسين التظاهر والاعتصام لتحسين أوضاعهم المغلوطة، ومن حق أى فئة سواء كانت من الموظفين أو العمال أن تخرج وتقول «آه» طلبا للحياة الكريمة، وبدلا من تجريم رغباتهم وممارستهم الديمقراطية يمكن للجميع أن يبادر باقتراحات لتقويم عملية التظاهر والإضراب هذه بشكل لا يؤثر على وضع العملية التعليمية، ووضع خطط تمنح المعلمين أنفسهم فرصة للتصعيد، بدلا من أن يبدأوا بآخر مراحل الضغط على الحكومة، ويجدوا أنفسهم مضطرين للمواجهات المباشرة، ويتحول الإضراب بين يديهم من سلاح سلمى مشروع إلى سلاح حاد يصنع من الجرائم ما يكفى لإدانتهم وخسارتهم لتعاطف الشارع المصرى وتأييده.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رشا
الحكومة السبب الاول فى الفوضى..!!
عدد الردود 0
بواسطة:
waleed
بارك الله فيك
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed ibrahim
أخطاء الحكومة فى حل ازمة المعلمين
عدد الردود 0
بواسطة:
KM
ROOOH NAAAAAAM
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmoss
اعترض على عنوان المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمس
أعترض على عنوان المقال وأعترض على فكرته
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
المظلوم فى مصر هو الد اعداء السلطه وعليه الخضوع للاوامر والقبول بالظلم معا والا القهر
وهذا هو مجتمع الاسياد والعبيد
عدد الردود 0
بواسطة:
أم مصرية
اضراب المعلمين
عدد الردود 0
بواسطة:
khalid ElGammal
كلمة حق يراد بها باطل
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
قهر المدرسيين وعين الفلول - استفز شعبه وعانده - ماذا تقول له وللسلطه التى اتت به
بدون