عبد الرحمن يوسف

صفات المستبد «3-3»

الجمعة، 23 سبتمبر 2011 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصفة السابعة: كره العلم والثقافة
وسبب ذلك ضعف ثقافته، وضعف ثقته فى نفسه، لذلك يرى العلماءَ خصوما، فهم يفهمون أكثر منه، فتراه دائما يحيط نفسه بالنكرات والجهال أو أنصاف المثقفين، وإذا رأيت حول المستبد بعض العلماء، فاعلم أنه ما جاء بهم إلا لأنهم باعوا أنفسهم له، أو لأنه خدعهم بإمكانية أن يغيروا الدنيا باقترابهم منه.

الصفة الثامنة: الإحساس بالمؤامرة
فهو دائما يُخَوِّنُ من حوله، ويفسر كل الأحداث التى يراها بمؤامرة ما، ويستتبع ذلك أنه دائما يلفق التهم، وبغباء شديد، وبإجراءات استثنائية، وهذه صفة متكررة على مدار تاريخ الاستبداد كله، قال تعالى: «قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِى عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ»

الصفة التاسعة: كره الموت
أعرف ممن خالطوا بعض الرؤساء العرب أن ذكر الموت كان من الممنوعات فى مجلس هذا الرئيس، ومن يذكر الموت فى مجلسه لا يدخل عليه مرة أخرى، وقد خلع هذا الرئيس، وكان فى خلعه موعظة لمن يتعظ.

هذه الصفة ينتج عنها صفة أخيرة، هى:

الصفة العاشرة: عدم التقاعد
المستبد لا يتقاعد، ولا يستطيع أن يفهم فكرة أن يترك الحكم لشخص آخر، فتصل له الفكرة بعد أن فات الأوان، فيقول حينها «آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِى آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، فيكون الرد الطبيعى «آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ».

بقى أن نعرف أن هذه الصفات قد تسم الأشخاص، وقد تسم الأحزاب والمؤسسات والأنظمة.

فى نهاية الأمر، لا يمكن التعامل مع المستبد بالعنف، لأنه أقدر على استخدام العنف، ولأن جنوده مدربون على العنف، وبالتالى اللجوء للعنف يعنى الهزيمة، لأنه لعب فى مباراة هو أدرى بقوانينها.

إن المستبد لا يمكن التخلص منه إلا بالحجة، والحجة تبدأ بالكلمة الصادقة، وهذه الكلمة لا يمكن أن يقف فى وجهها أى حائط صد زمانى أو مكانى.

للأفكار أجنحة تجعلها تقفز فوق حدود الزمان والمكان، فإذا صدق الناس هذه الكلمة لن يثنيهم عن دربهم أى ترغيب أو ترهيب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة