خالد أبو بكر

إلى العدو الإسرائيلى: نعم سنحاكم أحد أبطال أكتوبر

الإثنين، 26 سبتمبر 2011 07:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سبحان من له الدوام.. لحظة تاريخية عندما رأيت مبارك داخل قفص الاتهام.. مواطن مصرى من أسرة بسيطة تربى مثل الغالبية العظمى من الشعب المصرى، التحق بالجيش المصرى إلى أن أصبح يحمل رتبة فريق، وشغل منصب قائد للقوات الجوية فى أعظم معارك مصر التاريخية، تقلد النوط العسكرى المتميز من الرئيس السادات بعد انتصار أكتوبر، كان هذا الشخص أمام الشعب المصرى فى هذه اللحظة واحدا من أهم الأبطال الذين هزموا العدو.

والآن تطالعنا الصحف الإسرائيلية بتعليقات مختلفة عن محاكمة مبارك بعضها فيه تجاوز على الشعب المصرى وصلت إلى حد وصف إحدى الصحف الإسرائيلية المصريين بالرعاع، والحقيقة أنا لست من الذين يستخدمون هذه الألفاظ للرد، ولكن أود أن أرد بموضوعية.
نعم لقد قررنا أن نحاكم أحد أبطال حرب أكتوبر الذين كنا نتباهى به أمام أعدائنا، نعم لن ننكر عليه أنه ساهم فى هذه الحرب العظيمة، ولن ننكر دور سلاح الجو المصرى فى هذه الحرب كما يدعى بعض الصحفيين.

نعم سنحاكمه قصاصا لدم أبنائنا ولن تفلح محاولات بعض الإسرائيليين فى إشعال الفتيل بين بعض من مواطنينا المصريين المؤيد منهم والمعارض لمحاكمة مبارك.

وإذا صرح أحد الوزراء الإسرائيليين أنه عرض على مبارك اللجوء لإسرائيل فهو نوع من الإهانه لنا جميعا، فمبارك حيا أو ميتا هو جزء من تاريخ مصر.

فإذا كان الخيار أمامنا إما بين إعمال دولة القانون التى لا تفرق بين رئيس ومواطن والتى بدأنا تطبيقها بفضل دم هؤلاء الشهداء، وإما أن نلقى تصريحات وشماتة من قبل العدو الإسرائيلى الذى يريد أن ينتقم من محاربين قدامى لقنوه درسا قاسيا فقد اخترنا دولة القانون.
فعلينا جميعا أن ننتبه.. مبارك العسكرى لا يمثل نفسه، وإنما يمثل المؤسسة العسكرية المصرية، ويمثل تاريخ مصر المعاصر وأعظم انتصارات العرب على الإطلاق على العدو الإسرائيلى.

أقول لكم هذا الكلام، وأنا استعد للوقوف متضامنا مع النيابة العامة باسم الشهداء والجرحى كى أطلب حق القصاص من مبارك المشترك فى قتل أبنائنا.

أنا مقتنع بالموقفين أولا لن أسمح لأمثال هؤلاء الإسرائيليين أن يتهكموا على تاريخنا العسكرى، ثانيا سأحاكم مبارك إعمالا للحق ولشرع الله فى القصاص ولكى أعلن للعالم أجمع أننى مصرى حر فى بلد حر يحترم القانون.

وللحقيقة فقد كنت أحد المعيبين الذين انشغلوا بالدراسة والعمل ولم يكن لهم اهتمام بالشأن العام، خاصة أننى قضيت معظم الوقت فى السفر من أجل العلم.

لكننى بعد الثورة التقيت بالعديد من فئات المجتمع الذين كانت تنتهك كرامتهم بل وحرماتهم وبشكل وحشى يخرج عن الإطار الآدمى، وكل ذلك من أجل أن يحتفظ مبارك ونجله بالسلطة بشكل أبدى.

وللأمانة وبعد أن استعرضت ما فى ذاكرتى من أسلوب الحكم الذى اتبعه مبارك مع شعبه فى أواخر عصر حكمه، وبعد أن استعرضت كل ما كنا نعيشه من انتشار الفساد وانتهاك الحريات وسجن الشرفاء، وتدخل أمن الدولة فى بيوتنا وحرمان ذوى الكفاءات من العمل لوطنهم لمجرد أنهم أصحاب فكر سياسى معارض.

بعد كل هذا اقتنعت أنه من الأشرف لنا جميعا أن يرى العالم كله وبما فيه أعداؤنا أننا لن نرضى أن تنتهك كرامتنا وحريتنا بعد اليوم حتى إن كانت نتيجة لفساد أحد أبطال أكتوبر.
والتميز العلمى أو التاريخى ليس سببا للإعفاء من عقوبة ارتكاب الجرائم، وإلا فلو سنت هذه القاعدة لأصبح المواطنون فى المجتمع طبقات منهم المميز ومنهم من يعامل دون تمييز، وهو أمر لا يستقيم مع المجتمعات المدنية المتحضرة.

كل ذلك أوصلنى إلى عقيدة أصبحت ثابتة لدى وهى أن محاكمة مبارك واجبة قصاصا لمن ظلموا فى عهده وكان يعلم بظلمهم، وإرجاعا لحق من استشهدوا فى سبيل التخلص من هذا الظلم. لكن علينا جميعا أن نفخر بأننا قمنا بهذه المحاكمة، وأننا أعملنا قواعد المحاكمة العادلة التى تطبق على الجميع ودون قوانين استثنائية، وهنا يجب أن نوفر للقاضى جو العمل المناسب، فلا أعتقد أن أحدا منا يرضى بالظلم لإشباع رغبة الانتقام، ولا أعتقد أنه يمكننا إدانة برىء.. كل هذا ليس فى خاطرنا وإنما سنقدم للمحكمة ما توصلنا إليه بعد دراسة أدلة توضح مدى ما كنا نعانى منه من ظلم وافتراء.. وعلينا جميعا أن نرتضى بحكم المحكمة أيا ما كان ونقف له احتراما.. ولنعرف جميعا أن هدفنا واحد، وهو الإجابة عن السؤال الأهم: من قتل أبناءنا؟ ولماذا قتلوا؟
وما أستطيع أن أؤكده لكل أم مصرية فقدت ابنها أننا لن نتوانى إطلاقا فى إعمال القصاص العادل، ولن يكون دم أى من هؤلاء أهم من دم أصغر شهيد من شهداء الثورة.

ولتصبح مصر منذ الثالث من أغسطس عام ألفين وأحد عشر دولة يسودها القانون، وتلقى احترام العالم أجمع.. شاء من شاء وأبى من أبى.
ولنا سطور أخرى الأسبوع القادم إن كان فى العمر بقية..








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة