أطلقت فى الأسبوع الأخير من فبراير الماضى هنا ومن برنامجى «من أول السطر» حملة فى صيغة دعوة للتفكير فى حلول لعلاج الأطفال من آثار ماحدث لهم وتعرضوا له على مدى أيام الثورة من ذعر وخوف وقلق وعدم أمان وحيرة.
تضامن مع دعوتى تسعة أطباء محترمون أجمعوا على أن الأطفال تعرضوا إلى ضغط نفسى عنيف سوف يبدو أثره فى السنوات التالية، وقدموا مايشبه حالات وعينات من الأطفال الذين حدث لهم تحول مذهل فى سلوكهم العادى نتيجة ماشاهدوه أو استمعوا له من عائلاتهم أو من خلال وسائل الإعلام خاصة التليفزيون الذى كان متاحا بأخباره المتناقضة على مدى 24 ساعة، قدروا أيضا أن ستة أطفال من أصل عشرة لديهم معاناة أثرت فى نومهم أو دراستهم أو صحتهم أو تفكيرهم.
للأسف لم نستطع تفعيل الحملة بما يكفى لدخولنا إلى فترة امتحانات نهاية العام، ثم إجازات الصيف، وإجمالا بسبب عدم وضوح الصورة بالشكل الكافى الكامل، لكن ببداية العام الدراسى الجديد وجدنا أن الأمر أكثر جدية مما تصورنا، والرغبة فى وجود إعلان علاج نفسى شامل للأطفال بطريقة ووسائل تصل إلى كل بيت وكل مدرسة هو أمر ضرورى، بهذا المقال نستعيد قوة وعافية الحملة بجدية وإصرار لتقديم العون لعائلات تشكو وتتعثر فى سلوكيات أطفالها دون أن تجد معونة أو فكرة أو حل لعلاج أطفالها، هذا المقال هو إعلان جديد للحملة التى تحمل اسم «أطفال شركاء».
وأدعو كل الأطباء وأخصائين الصحة النفسية والاجتماعية إلى الانضمام لنا، كما أدعو وسائل الإعلام المحترمة إلى الانضمام لحاجتنا لنشر الفكرة من خلالهم وتوصيل طرق العلاج السريع عبر وسائلهم.. كذلك أدعو الشركات الكبرى إلى المشاركة كرعاة للفكرة التى سوف تحتاج إلى إمكانات كبيرة وإلى قاعات لاستقبال الأطفال وإلى التواصل مع المدارس ودور الحضانة.
هناك مأساة لا يجب أن نخفيها أو نتجاهلها أو نعبر عليها، هناك بيوت تعانى وأطفال تصرخ، فقد جرى ماجرى فى نهر الحياة، سقطت وجوه وتبخر أمن وفقدت عائلات أبواب رزقهم، خاصم أشقاء بعضهم وجيران وأصدقاء وزملاء عملا من أجل وجهات نظر فى ماحدث، أشياء كثرة أربكت عقل أطفال صغار، فهم لايفهمون كيف حدث ماحدث، وماهو سر التغيير فى تعاملات أقرب الناس لبعضهم، هذه عقول صغيرة تسأل وتكبت مشاعرها وتكتئب وتثور وتكتسب عنفا أو خوفا، لا أمل إلا أن نقتحم هذه المنطقة الشائكة الصعبة ونعمل على علاجها فى أقرب فرصة بأفضل حلول.
على الأباء والمدرسين دور كبير فى رعاية الأطفال واحتضان شخصياتهم والتعامل معهم بطريقة مختلفة فى الفترة المقبلة، حتى نتجاوز ونعالج ونعبر، لدينا الكثير من طرق العلاج الجماعى والفردى يمكن تنفيذها خلال الأشهر القليلة التالية، أرجو أن يزداد حماسنا إلى أبعد من هذا المقال ونتفاعل من أجل «أطفال شركاء» والمعنى أن يشارك الأطفال فى بناء المستقبل بإدراك لما حدث ولما يجب أن يحدث.. وأن يعيشوا فى سعادة طفولتهم البريئة كما عشنا ولو بعض السعادة والهدوء والاستقرار والحب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
امجد عطا
لو بتحبة عالجة...ربنا يحمى ولادك يا مصر.
عدد الردود 0
بواسطة:
Tarek Alatrozy
Do good work
عدد الردود 0
بواسطة:
AYMNR
ياريت تتم بشكل موسع