ما أروع الإسلام، إنه الدليل والمرشد إلى السعادة.. الإسلام هو أن تسلم وجهك لله سبحانه وتعالى، ومعنى الوجه هو حقيقه الإنسان، وحقيقه الإنسان هى روحه، أى أن على الانسان أن يسلم روحه التى هى كيانه إلى رب السموات والأرض العزيز الحكيم.
وهل هناك أعدل من الله، وأجمل من الله، وأرحم من الله! الله هو الهادى إلى طريق الحق والاستقامه.. الله هو الكريم وكرمه لا حد له، ومن اتبع ما أنزل على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام سار على الهدى، ورأى النور الحق المبين، وأصلح ذات البين وشرب من السنة المعظمة المشرفة، فأصبح وجدانه سويا سليما لا سقم فيه عندئذ تنتفى الأصنام من حياته، صنم المال والسلطة والنساء، وصنم الشهوات بكل أنواعها.
إنه يسجد لله فقط، ومن سجد بكله «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين». «فإن لله ما فى السموات وما فى الأرض وكان الله غنيا حميدا...» فمن سمع ووعى وفهم بعقله وبقلبه ودخل فى هذه الملكية فمصيره إلى جنه الخلد التى عرضها عرض السموات والأرض. أما من سار وراء شهواته واختار «العاجلة»، أى اختار الدنيا بمحدوديتها وضحالتها، فأولا تكون عيشته «ضنكا» ويخسر الخسران المبين. أما من أطاع الله وسار على نهج السنة النورانية المحمدية فقد فاز فوزا عظيما، لأن هذا العبد يمتلئ نورا وحبا للكون المخلوق الظاهر وللمخلوقات كلها فلا يضر بل يفيد «خيركم أنفعكم للناس».
المؤمن كله خير وحب ونور وسمو ورفعة فى السلوك والفكر.. لقد دخلت امرأة النار فى هرة، لأنها حبستها ولم تطعمها، ودخل رجل الجنة لأنه سقى كلبا، ودخل آخر الجنة لأنه قطع فرع شجرة كان يؤذى المسلمين.. وهذه تبدو أشياء صغيرة، ولكنها كبيرة، لأنها تكشف عن قلوب طاهرة تحب كل شىء فى الحياة من خلق الله، ومن أسماء الله سبحانه وتعالى فى فاتحة الكتاب «الرحمن الرحيم».. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق فى شىء إلا زانه، وما خلى منه شىء إلا شانه.
قال سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكر الله».. وهكذا لا يقول المسلم إلا خيرا ولا يفكر إلا فيما يرضى الله ولا يفعل الا ما يفيد، وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «كفى بالموت مزهدا فى الدنيا» فمن وثق فى أن هناك لقاء وحسابا، وأن الدنيا لا تدوم لأحد خاف من أفعاله إن لم تكن لوجه الله سبحانه وتعالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة