العالم على شفا كارثة جديدة لا تقل خطورة وتأثيرا عن «11 سبتمبر»، والسبب من وجهة نظرى، يكمن فى السياسات الأمريكية والعمى الأمريكى والازدواجية الأمريكية والانبطاح الأمريكى أمام مواقف إسرائيل ضد القضية الفلسطينية.
الرئيس الفلسطينى محمود عباس ذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية على مساحة 22% فقط من الأراضى التاريخية للشعب الفلسطينى، الأراضى التى احتلتها الدولة العبرية عام 1967 لكن الإدارة الأمريكية جندت كل طاقتها لإفشال هذا السعى، رغم أن فلسطين ليست محتاجة إلى اعتراف العالم وهى الدولة التى تشهد السجلات والعلاقات الدولية وقرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947 بوجودها، والمفارقة أن بارك أوباما فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2010 أعلن ترحيبه بالدولة الفلسطينية، وتساءل: «متى نراها وسطنا هنا عضواً كاملاً بالأمم المتحدة»، لكن أوباما فيما يبدو يتبنى نوعاً من الفصاحة الفارغة والنظرة الانتقائية للتاريخ تجعله لا يرى تأثير مواقفه على العالم وعلى بلاده، وهو فى ذلك يعيد سيرة رؤساء أمريكيين سبقوه بدأوا معتدلين فى مواقفهم ثم انتهوا إلى الانقياد وراء اللوبى الصهيونى الذى يحتل الأرض التى يقع عليها البيت الأبيض!.
فى اللحظة التى أكتب فيها هذه الكلمات، تنسج أصابع خفية مأساة سندفع جميعا ثمنها، مناقشات ساخنة تجرى فى أروقة مجلس الأمن حول طلب عضوية فلسطين فى الأمم المتحدة، روسيا والصين ولبنان والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند تدعم الطلب الفلسطينى وألمانيا وأمريكا وكولومبيا ضده، بينما يحتاج تمرير الطلب من «المجلس» للجمعية العامة إلى موافقة 9 دول من أصل 15، وفى صفوف الذين لم يحسموا أمورهم فرنسا وإنجلترا والبوسنة والبرتغال والجابون ونيجيريا فهل تفعلها إنجلترا صاحبة وعد بلفور وتصحح خطأها بالتصويت للدولة الفلسطينية، وهل تفعلها فرنسا ساركوزى صاحبة المبادرة التوافقية بدولة فلسطينية لها صفة مراقب،وهل تفعلها نيجيريا الأفريقية التى ذاقت ويلات الاستعمار الأوروبى وهل تفعلها البوسنة التى عانت من الاحتلال والتصفية العرقية؟ أى عار إذا لم تتحرك هذه الدول للوقوف فى صف الحق وضد الظلم والاحتلال.
أتذكر الآن كتابا عن «11 سبتمبر» وكيف كان المؤلفان واضحين فى إعلانهما أن مواجهة الظلم الذى تتعرض له قضية فلسطين كان من أهم الدوافع وراء ارتكاب حادث تفجير البرجين الشهيرين فى نيويورك وأن الإسرائيليين بذلوا جهداً خارقاً حتى لا يتم التأكيد على هذا الرابط فى العقل الأمريكى الحاكم ولدى الرأى العام هناك. والآن تتكرر نفس الظروف التى تدفع بالعرب والفلسطينيين إلى اليأس فإذا حصل الطلب الفلسطينى على التأكيد الكافى من 9 دول فى مجلس الأمن لا شك أنه سيصطدم بالفيتو الأمريكى وعندها قد يحقق تحالف أوباما ونتنياهو انتصاراً لكنه سيفتح أبواب جهنم غير المرئية لتصميم كارثة جديدة، لا أدرى من أى أرض ستنطلق وأى هدف تصيب، لكنها بالتأكيد ستقع على الأرض الأمريكية وتنعكس على العالم أجمع!.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب
كلام صحيح
بس خلاص محدش عنده امكانية للتخطيط لاى ضربة ....