ياسر عجلان

المنطقة الرمادية

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011 10:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فرحة منقوصة أو ممزوجة بطعم المرارة إن شئت الدقة تنتابنى مثل كثيرين غيرى، كلما تابعت عمليات التطهير والإصلاح التى تجرى حاليا فى أى بقعة على أرض مصرنا المحروسة أو داخل إحدى مؤسساتها.

أشعر أننا نقف دائما فى المنطقة الرمادية أو بالأحرى فى المنتصف تماما فى الصراع الدائر بين قوى الخير والشر، إذا جاز التعبير، لا ننحاز إلى هذا أو ذاك، فقط نستمر على حالة من السكون لا نتحرك إلى الأمام أو الخلف، ننتظر حتى تحسم الظروف وحدها قضايانا المصيرية.

يتملكنى هذا الشعور فى الوقت الراهن مع اشتعال المنافسة فى انتخابات القيادات الجامعية على مناصب رؤساء الجامعات والأقسام وعمداء الكليات، فرغم سعادتى بها لأنها تؤسس لأسلوب ونظام جديد داخل الجامعة يضمن لنا اختيار أفضل الأشخاص لتولى مواقع المسؤلية فى المستقبل، ويخلصنا من وجوه ورموز ظلت جاثمة على صدورنا لسنوات طويلة جاءت لمناصبها مشفوعة بتقارير أمن الدولة أو المحاباة والعلاقات الشخصية، إلا أننى أشعر أيضا بغصة فى حلقى وبالضيق؛ لأنها لن تشمل كل جامعات مصر وستقتصر فقط على الذين تجاوزا الفترة القانونية أو من قرروا إفساح المجال لعمليات الإصلاح التى اجتاحت الوسط الجامعى.

الشىء نفسه يحدث فى القضاء الذى يتصارع فيه تياران حاليا أيضا، أحدهما تمثله لجنة المستشار أحمد مكى التى شكلها المستشار حسام الغريانى رئيس مجلس القضاء الأعلى لإعداد قانون السلطة القضائية لإصلاح القضاء، والآخر لجنة نادى قضاة مصر التى تكونت ردا على لجنة مكى، ولقطع الطريق عليها لعدم القيام بهذه المهمة منفردة، ورغم أن غالبية المصريين ينحازون إلى لجنة مكى، خاصة أنها أرادت عرض مشروعها على الشعب المصرى لتحظى بشرعيته، وأفكارها تنسجم مع رياح الإصلاح التى أتت بها الثورة وتقضى على الاستثناءات وتصلح شأن هذه المهنة، إلا أن ظهور اتجاه آخر مقاوم لها جعل سعادتنا منقوصة أيضا، ولا نعرف حتى الآن من سينتصر من الفريقين.

الأمر ينسحب على الصراع الذى تدور رحاه حاليا بشأن قانون الانتخابات الذى تطالب فيه كل التيارات والقوى السياسية تقريبا بأن يتم إجراء الانتخابات بنظام القائمة النسبية فقط، بينما ظل المجلس العسكرى يرفض ذلك ويصر على خمسين فى المائة للقائمة ومثلها للفردى، واضطر فى النهاية تحت ضغط التهديد بالتظاهرات إلى حل وسط يكون فيه الثلثان للقائمة والثلث للفردى وتم اعتماده رغم تحفظنا عليه!

نقف دائما فى المنطقة الرمادية تغوص فيها أقدامنا حينما نبحث قضايانا المصيرية دون سبب منطقى لذلك، رغم أن التجربة أثبتت أننا قادرون على تجاوزها، وأننا حينما نفعل نحقق ماّربنا، كما حدث فى ثورة 25 يناير التى أطاحت بمبارك ونظامه، ومثلما حدث أكثر من مرة حين تم إجبار المجلس العسكرى على الانصياع لرغبة الغالبية كلما استشعر جديتها فى النزول لميدان التحرير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة