سعيد الشحات

ثورة الشعب السورى

السبت، 03 سبتمبر 2011 08:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن تكون سوريا كما كانت، فمنذ انطلاق ثورتها الشعبية التى تفجرت بإلهام من الثورة المصرية، وقبلها الثورة التونسية، والمطالب الشعبية بالتغيير لا تنتهى، وفى المقابل تزداد آلة القمع يوما بعد يوم، وفى حدود المعلومات التى توفرت عن عدد الشهداء الذين سقطوا بفضل آلة القمع، فإننا أمام ثورة دموية لا مثيل لها إلا ما حدث فى ليبيا.

غير أن المثير فى هذا الأمر هو طبيعة التفاعلات الإقليمية مع هذه القضية، والتى تقودنا إلى تصور أن تمسك النظام الإيرانى ببقاء النظام السورى على ما هو عليه، وكذلك حزب الله، هو محاولة الحفاظ على الصيغة الإقليمية المطروحة منذ سنوات، وهى الصيغة التى كانت تسمى بنهج المقاومة أو نهج الممانعة، وتمثلها سوريا وإيران وحزب الله، وذلك فى مقابل صيغة ما يسمى بالسلام مع إسرائيل، والتى كانت تقودها مصر والسعودية ومعهما الأردن، ومع التغيرات التى تبزغ فى المنطقة مع ثورة 25 يناير، فإن التضاد فى الصيغتين لم يعد كما كان، ومن هنا فإن الاستناد إلى أن الحفاظ على النظام السورى هو حفاظ على نهج المقاومة، يحتاج إلى وقفة، وإعادة نظر.

وإذا كان هذا هو المطروح على الصعيد الإقليمى، فإن المطروح على الصعيد المحلى فى سوريا منذ سنوات طويلة هو الذى قاد إلى هذا الانفجار، فحين كان يتم تجهيز بشار الأسد للحكم، وذلك فى حياة والده حافظ الأسد، كانت الآلة الإعلامية تصدره بوصفه الشاب الذى يمكن أن يقود سوريا بحساسية الشباب إلى المستقبل، بما يعنيه المستقبل من تفاعل مع المستجدات الدولية والتكنولوجية، ومع فرضية أننا سنغفل ما حدث من تغيير فى الدستور أدى إلى تفصيله خصيصا لصالح أن يصعد بشار إلى السلطة، وذلك بعد ساعات من وفاة والده حافظ الأسد، أقول إنه ربما كان للشعب السورى البطل أن يبتلع ذلك، لو حدث تغيير حقيقى على صعيد الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحق تداول السلطة فى سياق نظام حزبى صحيح، ولأن كل هذا لم يحدث، فكان من الطبيعى أن يثور الشعب الثورى ليلحق بركب ثورات مصر وتونس واليمن وليبيا، والخلاصة من كل ذلك أن الشعب السورى لن يعود إلى ما كان عليه من قبل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة