د. فتحى حسين

طرد السفير!

السبت، 03 سبتمبر 2011 09:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد فعلتها تركيا ولم تفعلها مصر أم الدنيا! وأعلنت الأولى عن طرد السفير الإسرائيلى البغيض من بلادها الجمعة الماضى اعتراضا على الممارسات الإسرائيلية البشعة وقتل أبنائها فى أسطول الحرية الذىكان فى طريقه إلى غزة لتقديم مساعدات للفلسطينيين.. كما أعلنت تركيا عن تخفيض تمثيلها الدبلوماسى فى إسرائيل إلى مستوى السكرتير الثانى وتجميد الاتفاقيات العسكرية معها.. وهذا كان شيئا متوقعا من دولة كبيرة مثل تركيا التىتُحترم فيها إرادة الشعب وتُحفظ فيها كرامته وتقيم فيها عدله وأمانته، وغيرها من الممارسات العظيمة التى نفتقد نحن المصريين وجودها حتى الآن بعد الثورة التى قيل إنها أذهلت العالم.. ونحن لا نريد أن نفعلها ولن نفعلها على ما يبدو خاصة بعد أن أعادت السفارة الإسرائيلية وضع علم جديد على مبنى سفارتها فى مصر بديلا عن العلم الذى نزعه الشاب المصرى أحمد الشحات فى مغامرة كانت ممكن أن تكلفة حياته عندما صعد الطابق الـ 22 .. ذلك فى تحد سافر لمشاعر المصريين وأهالى الجنود الذين استشهدوا على الحدود فى أواخر رمضان الماضى وسالت دماؤهم دفاعا عن حدود الوطن.. فلماذا لم يطرد السفير الإسرائيلى من مصر حتى الآن؟؟ وماذا ننتظر يا من تديرون البلاد والعباد.. فقد كان معروفا أن طرد السفير الاسرائيلى من القاهرة أثناء النظام السابق مستحيلا– كما نعلم- بسبب العلاقات الحميمة السابقة بين رأس النظام المصرى السابق وإسرائيل التى أقمنا معها علاقات اقتصادية متعددة وتطبيع كلى بين البلدين فى كثير من المجالات بداية من اتفاقية الكويز أو التجارة الحرة بين مصر وإسرائيل وأمريكا وتصدير الغاز لها بأقل من الأسعار العالمية بكثير وتصدير الأسمنت والسجاد والحديد والأقطان والأغذية لجنود الاحتلال.. الخ حتى توقفت معظم مصانع الغزل والنسيج وتقلص العمالة بها الى أدنى المستويات وزادت الخسائر فى الاقتصاد.. ناهيك عن تعامل العدو الإسرائيلى معنا فى الزراعة واستيراد مبيدات مسرطنة منه لرش زرعنا حتى الان– كما تؤكد بعض التقارير– حتى أصبحنا نأكل خضروات وفاكهة ملغومة بالمبيدات السرطانية وأمراض الفشل الكلوى والكبد وناهيك عن رى الأرض الزراعية بمياه الصرف الصحى!! واستيراد بعض المحاصيل الزراعية من إسرائيل مثل بعض الفواكه والخضروات مثل الطماطم.. ناهيك عن الاستعانة بخبراء من إسرائيل للمشورة فى زراعتنا.

نحن مازلنا فى رحاب النظام القديم الذى تؤكد الشواهد العديدة أنه لا يزال موجودا بفلوله وأذنابه فى كل مواقع الحياة! يحرك الأحداث كيفما شاء ووقتما يشاء.. حتى أصبحت الصورة عتمة ومظلمة تماما فليس هناك جدول زمنى لإجراء انتخابات برلمانية أو رئاسية أو لتعديل الدستور أولا.. ولا للمحاكمات العسكرية للمدنيين! ورئيس الجمهورية القادم لم يظهر حتى الآن بعد!! ورئيس الوزراء عصام شرف لا يصلح لهذا المنصب منذ البداية على الإطلاق فهو من أنقى وأخلص الرجال ولكن ليس فى هذه المرحلة الحاسمة.. ومطالب الشعب المصرى أوامر وليست محل تشاور والشعب مالك مصيره لأنه صاحب الثورة العظيمة التى أطاحت بأكبر ديكتاتور فى المنطقة العربية، هل نحن فعلا قمنا بثورة؟!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة