ياسر عجلان

مناورات الإخوان

الجمعة، 30 سبتمبر 2011 10:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غياب جماعة الإخوان المسلمين عن تظاهرات جمعة استرداد الثورة التى جابت غالبية محافظات مصر يسحب من رصيدهم فى الشارع، خاصة وأن هذه ليست المرة الأولى التى تختفى فيها الجماعة عن المشهد رغم أهمية الحدث، إذ رفضت المشاركة فى مليونيات سابقة دعت إليها التيارات السياسية دون سبب منطقى.

الشىء الغريب أن الجماعة اتخذت قرارها بالانفصال عن الشارع ورفضت النزول إلى ميدان التحرير، رغم أنها دعت – ولا تزال- لتحقيق نفس المطالب التى ينادى بها المتظاهرون، وصعدت من هجومها ضد المجلس العسكرى خلال الأيام الماضية بعد قراره تمديد فترة الطوارئ ورفضه تعديل قانون الانتخابات بما ينسجم مع رغبة التيارات السياسية الموجودة، والتى تطالب جميعا بأن يكون الانتخاب بنظام القائمة النسبية فقط، وهددت بالعصيان المدنى وعدم الجلوس مع قادة المجلس على طاولة واحدة ووصفت أداءه فى إدارة دفة الحكم بالضعيف.

يتباهى الإخوان بأنهم يجيدون ألعاب السياسة، كما يصف قادتهم أنفسهم فى كل مناسبة، ولا نعرف بالضبط هل غيابهم عن المشهد اليوم مناورة أم ماذا؟!.. نعلم أن للجماعة رصيداً لابأس به فى ممارسة العمل السياسى، لكن نعرف أيضًا أن المكان الطبيعى لأى زعيم أو تيار سياسى خاصة فى الأزمات هو أن يكون وسط الناس يعبر عن تطلعاتهم وآمالهم وطموحاتهم ويقودهم لتحقيقها، كما فعلت أسماء لامعة كانت موجودة اليوم فى الميدان مثل الدكتور محمد سليم العوا، الذى لم يكتف بالتواجد وسط المتظاهرين فقط وإنما علق أيضًا حملته للانتخابات الرئاسية احتجاجًا على رفض المجلس العسكرى تحقيق مطالب القوى السياسية، وأيمن نور رئيس حزب الغد والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وغيرهم.

الجماعة تراهن على قدرتها فى تحريك الشارع وقتما تشاء لأنها تدرك جيدًا أنها تحظى بالشعبية الكافية اللازمة لذلك، ولأنها تعلم أن هناك حالة غليان سيلبى معها الجميع أى دعوة للنزول لتحقيق إصلاحات سياسية حقيقية، ربما لا يشغل الجماعة عامل الوقت لهذا السبب، ومن ثم قررت منح المجلس فرصة حتى يوم الأحد القادم للرد على مطالب القوى السياسية، وربما يكون غرور الجماعة وشعورها الزائد بالذات، لكن الشىء الأكيد أيضًا أن هذا الابتعاد يسحب من رصيدها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة